قال عبد الرزاق مقري الرئيس الجديد لحمس إن “عهد مساندة الحركة للرجال ولىّ وحلّ عهد مساندة البرامج"، في إشارة واضحة إلى أن الحركة لن يكون صك مساندتها على شاكلة الصك الذي قدمته للرئيس بوتفليقة في عهداته الثلاثة، عارضا في سياق آخر تعاونا مع السلطة لبناء اتحاد مغاربي لعلاقات الحزب وصداقاته مع الأحزاب التي تحكم في تونس والمغرب وأيضا مع أحزاب قوية في ليبيا وموريتانيا. حرص عبد الرزاق مقري في أول ندوة صحفية له كرئيس منتخب على الإجابة بصراحة وعلى ألا يصيبه أي سؤال بالعقدة سواء تجاه السلطة أو تجاهه شخصيا، إذ كشف على مستواه الشخصي أن علاقاته مع فريدم هاوس التي أثارت الجدل لكونها ذات امتدادات يهودية “إننا نعلن كل ما نقوم به وعلاقاتي مع هذه المنظمة كانت منذ أن تقلدت أمانة العلاقات مع منظمات حقوق الإنسان ونحن نتعامل مع هذه المنظمة من هذا المنطلق وعلى أساس الجنسيات وليس الديانات ولو كان فيها إسرائيليون يتعاملون معنا ما كنا فيها بالتأكيد". كما أوضح مقري بأنه “سبق للدولة واعتمدت بالجزائر منظمات يرأسها يهود في عهد الوزير زرهوني، فهل نستطيع أن نتهم الدولة بالعلاقات مع اليهود؟؟لا يستوي الأمر"، مضيفا “لقد استضفنا الأنديياي ونتعامل مع المنظمات على أساس الجنسيات وليس الديانات وإذا كان اليهود في المنظمات التي نتعامل معها إسرائيليين لما قبلنا ولما كانوا دخلوا إلى الجزائر أصلا". أما بخصوص علاقته مع السلطة، أوضح مقري “سنعتمد على تغيير سلمي وسطي معتدل يستهدف الفرد والأسرة وبناء الدولة الجزائرية من خلال التداول السلمي على السلطة بالوسائل الديمقراطية، فنحن أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر"، مضيفا “نحن مع المشاركة بمفهومها الأوسع من التواجد في الحكومة، فالمعارضة الإيجابية والبناءة والوطنية هي هدفنا". وقال مقري أيضا “وجودنا في الحكومة أو في المعارضة ستتحكم فيه نتائج العمليات السياسية كالانتخابات ولا يمكن أن نكون في السلطة ونعارض أنفسنا والعكس صحيح"، ملفتا إلى ضرورة القضاءعلى ظاهرة أحزاب معارضة تساند السلطة ومسؤولين لا يتحملون المسؤوليات بمجرد انتقادات لسلطات مختلفة. وقال مقري “سنكون حزبا معارضا يشارك في الانتخابات ليُغيّر ومعيار النجاح هو تحمل المسؤولية، إذ لم يُصبح ممكنا معنا ألا نحمّل المسؤولية لأصحابها كما يحدث في هذا البلد الاستثنائي". كما نفى في ملف الفساد أن تكون الحركة قد تورطت فيه أو تلطخت به “وما كنا نسمعه كان بعد أن غادرنا المعني باتهامات الفساد". وقال مقري في سياق لم شمل الحركة “إننا سندعم تكتل الجزائر الخضراء ونعزز لم الشمل مع التغيير، ولا أتحرج في الاتصال بغول الذي هاتفني للتهنئة أول أمس، لأن الوحدة هي الهدف". وبخصوص ملف بن بادة، قال مقري “لا يمثلنا في الحكومة وهو سيخضع للجنة الانضباط بل وأطالبها بتفعيل الإجراء رسميا". وفي ملف الاتحاد المغاربي عرض مقري أن يتعاون مع السلطات الجزائرية لبناء اتحاد قوي للعلاقات والصداقات مع الأحزاب الحاكمة والقوية في كل من تونس والمغرب وليبيا وموريتانيا".