“النفخة" التي يتكلم بها عبد الرزاق مقري بخصوص تموقع حزب حمس في المعارضة جميلة وحتى كلامه عن تأديب الوزير العاق بن بادة في محلها ولكن أريد أن أوجه له سؤالا واحدا فقط، ما دام الدكتور مقري يشدد على أنه سيكون ضد تيار ضرب الشيتة للسلطة فهل يمكنه مثلا أن يتنازل عن مرتبه الذي تقضاه من خزينة الدولة منذ التسعينات بصفته كنائب ! لا تقولوا إني أخلط الأمور لأنها صافية وواضحة جدا، أنا أعرف شيئا واحدا من يقف في المعارضة ويتوعد بمعاقبة وزير يُعد من “العصاة" لأنه يشارك في حكومة مغضوب عليها من طرف الحزب، هو أيضا يجب أن “يمسح فمو" من رضاعة خزينة الدولة ويعيد لها مالها الذي أخذه خلال سنوات، ونفس الأمر بالنسبة للوزراء المطيعين الذين خرجوا من الحكومة وما زالوا يتقاضون تقاعدهم كوزراء من الخزينة أيضا. ثم هذه الثقة الزائدة الموجودة في نبرة رئيس حمس الجديدة بخصوص خط حزبه الذي سيكون في المعارضة ألا يخاف أن تتغير مع المعطيات غير المتوقعة التي ممكن أن تحبل بها الساحة السياسية في الأيام القادمة خاصة أنه كان نائبا لأبو جرة ويعرف تمام المعرفة كيف تدار اللعبة السياسية من الداخل وسبق له قبل سنتين من اليوم أن قال إن وجود الحركة في التحالف الحاكم سببه الأوضاع التي مرّ بها الوطن، مؤكدا أنهم حققوا نتائج كبيرة، سيتحدث عنها التاريخ ! الاستشراف السياسي الذي يتكلم عنه زعيم حمس الجديد جميل و«نفخته" أجمل ولكن أتمنى فقط أن “يشد في كلامو" و ينقص من لهجته الحادة بخصوص الولاء والمعارضة، خاصة أن أخاه في الرضاعة الحزبية عمار غول أبان عن وجهه الحقيقي مع السلطة وهو الذي ترعرع وكبر في نفس المدرسة الحمسية ثم واصل جهاده السياسي في مدرسة السلطة ولم يستطع التخلي عن بريقها ودراهمها تماما مثلما يفعل مقري الذي لن يتنازل عن دراهم البرلمان وفي نفس الوقت يعارض السلطة عملا بحكمة الدابة جيفة ومصارنها حلال!