تشهد العاصمة منذ الخميس الماضي، انطلاق المهرجان الثقافي الأوروبي، وفي هذا السياق، برمجت العديد من العروض الفنية التي تجمع بين الموسيقى، الرقص والمسرح، والتي قسمت بين قاعتي “عيسى مسعودي" بالإذاعة الوطنية، وقاعة “ابن خلدون" برنامج الطبعة ال 14 للمهرجان الثقافي الأوروبي بالجزائر لهذا العام، يتميز بالتنوع في الأذواق والفنون، حيث شاركت الدول الأوروبية الستة عشر، بعروض متنوعة من تراثها الفني والثقافي، وهذا بهدف إحياء التبادل الثقافي بين الجزائر وأوروبا. أول عرض في التظاهرة قدمه الموسيقي المعروف “نيكولا كونتي"، في حفل من نوع الجاز بقاعة “عيسى مسعودي"، أبهجت خلاله مغنية الفرقة “إيزارا ماكفالي" الجمهور بمقاطع فنية مميزة عن الحب والأمل. بينما العرض الثاني كان من نصيب المغني الشاب “غوستافو" القادم من “البرتغال"، الذي أبى إلا أن يتواصل مع جمهوره مجتهدا بفرنسية ضعيفة لكن معبرة، لينقلهم إلى عالم موسيقى “الفادو" التي تشتهر بها بلاده ويعرفهم بأنواعها الثلاث. المتابع لفعاليات المهرجان الأوروبي بالجزائر، لا بد أن يلاحظ الإقبال الكبير للجمهور الجزائري الذي تنوع بين الشباب والكبار، النساء والرجال، رغم اختلاف اللغة التي قدمت بها العروض حتى الآن، رغم أن حفل الجاز كان ناطقا بالإنجليزية، أما سهرة الفادو فكانت باللغة البرتغالية، إلا أن الجمهور كان حاضرا بقوة ومتقبلا لهذه الاختلافات مما فاجأ ضيوفهم الذين أعربوا عن سعادتهم لحماسة الحاضرين، واعترفوا بعدم توقعهم لها، حيث صرح مغني الجاز الإيطالي ل “الأثر"، أن “الحفل كان ناجحا، لم نواجه أي مشاكل تقنية، كما أن الجمهور تجاوب معنا بطريقة مشجعة"، بينما قال الفنان البرتغالي “الجمهور الجزائري كان شغوفا، كنت متخوفا من السهرة كون الفادو باللغة البرتغالية، إلا أن الجو الذي خلقه الحضور وترديدهم لكلمات الأغاني معي جعلني أرتاح". برنامج المهرجان الأوروبي في الجزائر لهذه السنة، يبدو غنيا بمختلف الفنون، فعشاق المسرح سيكونون على موعدين، الأول يوم ال 18 ماي الجاري، مع “جمعية المسرح الإنجليزي" القادمة من إنجلترا، وهي فرقة تأسست سنة 1988، أما الثاني فهو عرض مسرحي تحت عنوان “القناع" (28 ماي)، تم تحضيره خصيصا لهذه التظاهرة، بين كل من “بروكسل" و«بلجيكا". أما فيما يخص الرقص، هسيكون جمهور قاعة “ابن خلدون" على موعد مع الراقصة الإيطالية “ترافيتا" يوم “29 ماي"، حيث ستؤدي لوحات كوريغرافية متنوعة. وأخيرا فيما يخص الموسيقى والغناء، فإن البرنامج يجمع بين الطابعين الأوروبيين الفولكلوري والحديث، كما سيكون محبي القناوي على موعد مع الابنة الروحية لحسنة البشارية “سعاد عسلة"، وفرقة “جمعاوي أفريكا".