جدّدت قاعة ''ابن زيدون'' سهرة أوّل أمس موعدها السنوي مع فعاليات المهرجان الثقافي الأوروبي في الجزائر للمرة الثانية عشر على التوالي، بحفل وقّعه الثنائي المجري بيلي ورومانيي، الذي قدّم للجمهور الجزائري حفلا حمل الكثير من المزج بين مختلف الطبوع المتباينة ليبقى الجاز أهمّ ما اقترحاه على الساهرين. سهرة افتتاح هذه التظاهرة السنوية جمعت ممثلي الإتحاد الأوروبي في الجزائر والسلك الدبلوماسي المعتمد بها، وبالمناسبة، أكّدت السيدة لويزا بايزا رئيسة مفوضية الإتحاد الأوروبي بالجزائر على أنّ ''المهرجان الثقافي الأوروبي اليوم ينتمي إلى الساحة الثقافية الجزائرية، والفضل في ذلك يعود للإهتمام الذي يوليه الجمهور الجزائري لنشاطاتنا''، وأضافت أنّ هذا الموعد الثقافي يندرج أساسا في إطار الحوار الموسيقي، وبشكل أوسع في الحوار الثقافي. لينطلق هذا الموعد الثقافي السنوي بحفل أحياه الثنائي المجري لموسيقى الجاز بيلي-رومانيي، حيث أمتع الثنائي الذي تأسّس في 1996 الجمهور ببرنامج موسيقي ثري وألحان تمزج إيقاعات الجاز والبلوز والبوب، وتمكّن الموسيقيان من خلق جو حميمي، من خلال الإيقاعات التي كانت تنسجم مع أصواتهما الدافئة وكذا البيانو والقيتارة. أمّا السهرة الثانية من المهرجان، فوقّعتها فرنسا من خلال عرض ''عند سلالم القصر'' الذي قدّمته فرقة ''القصيدة الأرمونية'' التي تضمّ بين صفوفها السوبرانو الجزائرية أمل ابراهيم جلول، إلى جانب سيرج غوبيود، أرنو مارزوراتي، بيار امون، لوكاس بيرس، كريستوف تيلار، جوال غرار وفانسون دوما ستر. وقدّمت الفرقة أغان أوبرالية على غرار ''رأيت الذئب''، ''الثعلب سيغني''، ''الملك رونو''، ''تومبورين''، ''الشريط الأسود''، ''استيقظي أيّتها الجميلة النائمة''، ''في الواحد والثلاثين أوت'' وغيرها من الأغاني التي استمتع بها الجمهور الحا ضر بقاعة ''ابن زيدون". سهرةاليوم الخميس ستكون إسبانية بامتياز، حيث ستقدّم لوسيا دي ميقال حفلا من نوع الفلامنكو، يمتزج فيه الغناء برقصة الفلامنكو التقليدية بلمسة شخصية ونظرة أنثوية معاصرة. ويبقى الهدف من تنظيم هذا المهرجان خلق لحظات مهمّة في الحوار الثقافي البيني، تسمح من تدعيم معرفة الجمهور الجزائري بالمشهد الفني للدول الشمالية للحوض المتوسّط، حيث تسعى مفوضية الإتحاد الأوروبي لترقية وترويج الحوار الثقافي بين الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي والجزائر، عبر مختلف النشاطات الثقافية المنظمة بها، إلى جانب خلق فضاء للتبادل والتقاسم الثقافي مع احترام خصوصيات كلّ شركائها في الفضاء هذا، لذلك يقترح الدول الأعضاء في الإتحاد الأوروبي والتي عددها 17 بلدا فسيفساء تترجم التنوّع الثقافي الأوروبي، وستقدّم الفرق المشاركة إلى غاية الواحد والثلاثين ماي الجاري أجمل ما لديها من إبداعات تعبّر من خلالها على ثرائها الفني في مجالات الموسيقى والسينما والمسرح والرقص. ويضمّ البرنامج الثقافي لهذه التظاهرة تقديم واحد وعشرين حفلا يتباين بين الموسيقى الكلاسيكية، الجاز، الراب، الفادو والفلامنكو، وكذا عروض رقص تقليدية، فلامنكو، وكذا ''بريك دانس'' وغيرها من طبوع الرقص العصري، كما برمجت المفوضية حفلا مائة بالمائة جزائري، من توقيع صاحبة الصوت المتميّز سميرة براهيمي التي ستكون نجمة حفل اختتام المهرجان يوم 31 ماي الجاري. وبالتنسيق مع وزارة الثقافة الجزائرية والمدرسة العليا للفنون الجميلة، تنظّم المفوضية ورشة تكوينية موجّهة لطلبة المدرسة العليا من 24 إلى 29 ماي الجاري، حول التقنيات الأساسية والمتقدّمة للتصوير الرقمي بتأطير المصوّر الإسباني خوان أنجال دي كورال، وستعرف مدينتا وهران وتيزي وزو إلى جانب العاصمة، تقديم عدد من عروض المهرجان وذلك قصد تمكين أكبر عدد ممكن من الجزائريين من تعميق معرفتهم بالثقافة الأوروبي