الآن وبعد أن شارفت المنافسات الوطنية على نهايتها، بدأت الأنظار تتجه إلى المواعيد التي تنتظر منتخبنا الوطني في إطار التصفيات التأهيلية للمونديال وبالتحديد أمام البنين ورواندا خلال النصف الأول من شهر جوان المقبل، حيث سيكون الإختبار الأول أمام البنين يوم 7 جوان وسيمكث الخضر إلى غاية 12 من نفس الشهر بأدغال إفريقيا لإجراء لقاءهم الثاني أمام رواندا. ومما لا شك فيه أن المحطتين القادمتين ستحددان إلى حد كبير مصير التشكيلة الوطنية وحظوظها في بلوغ النهائيات المونديالية بالبرازيل، حيث أن تسجيل نتيجتين إيجابيتين يعني منطقيا بقاء الخضر في الرتبة الأولى في انتظار المواجهة الأخيرة والحاسمة أمام مالي بالجزائر في غضون الخريف القادم وبالتحديد خلال سبتمبر، ولا يمكننا بأي حال من الأحوال أن نتحدث عن حظوظ منتخبنا وجاهزيته للمواعيد القريبة القادمة دون أن نتطرق إلى المستوى الحالي للاعبيه بدءا باللاعبين المحترفين الذين يشكلون السواد الأعظم، مرورا ببعض الفرديات المحلية التي ما تزال تحظى بثقة المدرب حليلوزيتش وانتهاء ببعض الوجوه الجديدة التي من الممكن أن تنضم إلى قائمة المدعوين للدفاع عن حظوظنا. وفي انتظار موعد الحسم، يبقى اللقاء الودي الذي سيجريه منتخبنا يوم 2 جوان ضد بوركينا فاسو صاحب الرتبة الثانية في كأس إفريقيا للأمم الأخيرة، محطة مهمة للوقوف على مدى استعداداتنا، كما سيكون اللقاء الودي فرصة للطاقم الفني لاختبار قدرات لاعبيه من أجل تحديد المعنيين بالسفر إلى البنين ورواندا. لعل ما يلفت الإنتباه ونحن نتحدث عن مغامرة منتخبنا في التصفيات المؤهلة للمونديال هو أن لاعبينا سيلتحقون بالتربص الذي سيبدأ يوم 24 ماي بمعنويات مختلفة، إذ في الوقت الذي يوجد عدد كبير منهم في أحسن أحواله بعد موسم كروي ناجح مع أنديتهم، ستكون معنويات البعض الآخر منحطة نتيجة فشل أنديتهم في تحقيق الأهداف التي سطرتها، وهو ما يجعل معنويات التشكيلة الوطنية تتأرجح بين الإحساس بالإرتياح والإصابة بالإحباط. من جانب آخر، ستطرح إشكالية أخرى أمام الطاقم الفني وتخص تحديد الحالة البدنية لبعض العناصر التي لم تشارك كثيرا مع أنديتها بفعل الإصابات التي عانت منها في الثلاثي الأخير من المنافسة أو بسبب جلوسها على كرسي الإحتياط وعدم توظيفها من طرف أنديتها، وهو ما سيشكل عائقا حقيقيا أمام المدرب حليلوزيتش. وفي هذا الإطار، فإن اللاعبين المحترفين الذين يوجدون في أحسن حال، قبيل بداية التربص القادم، يعدون على الأصابع ونقصد بالتحديد جبور، تايدر، عبدون، قديورة، مجاني وبودبوز، فيما تبقى حالات بقية اللاعبين غير مستقرة نتيجة ابتعادهم عن المنافسة بسبب الإصابات أو تدني مستوياتهم، وبالتالي عدم مشاركتهم المستمرة والمنتظمة مع أنديتهم، وإذا كانت وضعية الحارس الأول في المنتخب الوطني مبولحي تبقى الأكثر تعقيدا، باعتباره أنهى مشواره مع ناديه أجاكسيو الذي ينشط في الدرجة الثانية الفرنسية، فإن احتمال محافظته على مكانته في المنتخب كحارس أساسي يبدو أكثر منطقية اللهم إلا إذا أصر المدرب حليلوزيتش على توظيفه والثقة بإمكاناته رغم ما قيل عن تدني مستواه والمعاناة التي عرفها خلال الموسم الكروي، وإذا قرر الطاقم الفني إجلاسه على دكة الإحتياط، أو حتى عدم استدعائه، فإن كل المؤشرات تذهب إلى امكانية الإعتماد على حارس محلي لتولي الذوذ عن عرين منتخبنا، وهناك العديد من الأسماء المرشحة لهذا المنصب مثل زماموش، دوخة وخضرية، ولئن كنا لا نستطيع تحديد معالم الأسماء التي يستدعيها حليلوزيتش للتربص القادم ولا التشكيلة الأساسية التي سيخوض بها اللقاءين القادمين، فإن الثابت أن عنصر المفاجأة سيبقى واردا طالما وأن كل شيء متوقف على قناعات المدرب وخياراته التي يبقى المسؤول عنها ولا يحق لأي كان أن يطعن فيها. ونحن نحاول إجراء قراءة وتنبؤات في القائمة الإسمية التي سيعتمد عليها حليلوزيتش، علينا أن نعرج على بعض الوجوه الجديدة التي قد تطرق باب المنتخب الوطني لأول مرة على منوال اللاعب اغوازي الذي يلعب في صفوف نادي “كون" الفرنسي بقسم الدرجة الثانية، وكذا اللاعب ماندي الذي يلعب لنادي رامس الفرنسي، بالإضافة إلى اللاعب واعلي الذي ينشط في القسم الثاني ضمن صفوف نادي دريسدن الألماني. وبغض النظر عن المفاجآت التي سيكشف لنا عنها حليلوزيتش، فإن الأهم في كل هذه التموجات التي تعرفها التشكيلة الوطنية هو أن الوقت حاليا لا يسمح باستدعاء المزيد من الأسماء، طالما وأن الموعد المصيري بات على الأبواب ولم تبقَ سوى مقابلة ودية واحدة للمدرب أمام بوركينا فاسو لاختبار امكانات لاعبيه خاصة الجدد منهم، الأمر الذي سوف لن يكون بالضرورة في صالح الخضر، اللهم إلا إذا كانت للمدرب آراء وحجج أخرى لا نعلمها أملت عليه الإستمرار في البحث عن لاعبين جدد قبيل الموعد الهام والمصيري الذي ينتظرنا أمام البنين ثم رواندا. وفي نفس السياق، لم تتضخ بعد كذلك الرؤى بالنسبة للاعبين المحليين الذين سيكونون ضمن قائمة حليلوزيتش، إذ باستثناء حراس المرمى الذين سيعتمد عليهم المدرب إلى جانب مبولحي بالإضافة إلى المهاجم سليماني والمدافع بلكالام، فإن بقية الفرديات المحلية التي ستحظى بثقة حليلوزيتش تبقى مجهولة رغم حضوره العديد من اللقاءات في الآونة الأخيرة ومتابعته لبعض الوجوه التي تنشط في أنديتنا.