فيما قد يحدث تغييرات كبيرة تحسبا لبقية التصفيات يبدوأن مدرب المنتخب الوطني حفظ درس كأس إفريقيا للأمم الأخيرة جيدا وذلك من خلال إشارته إلى ضرورة إجراء تغييرات جذرية على تشكيلته والتي أثبتت عقمها في ثلاث مباريات كاملة، وبالتالي فهو يرى أنه من الواجب تدعيم المنتخب بأسماء جديدة من شأنها أن تمنح الإضافة اللازمة وتصنع الفارق خلال المباريات الأربعة الخاصة بتصفيات كأس العالم 2014، ورغم أن البعض من المتتبعين يعتبر بأن التغيير ضروري لأن الظروف الحالية والمعطيات الجديدة التي أفرزتها مشاركة الخضر في "الكان" الماضية تملي ذلك، فالمجموعة التي مثلت الجزائر في جنوب إفريقيا لم تكن في المستوى، وهذا إذا سلمنا بأن المشكل يكمن في اللاعبين وليس في المدرب، في حين فإن فريق آخر من المتتبعين والمهتمين بشؤون المنتخب الوطني، يرون بأن إجراء تغييرات عميقة على مستوى التشكيلة ليس وقته وإنما بالإمكان التدعيم بلاعب أولاعبين فقط والمحافظة على الهيكلة الأساسية للمجموعة دون إحداث خلل في اللعب الجماعي، فهناك ضرورة ملحة لجلب مهاجم محترف على غرار تايدر أو براهيمي وهذا لكون القاطرة الأمامية تحتاج فعلا إلى دعم ولوأن حليلوزيتش لا يزال يثق في إمكانيات سليماني وسوداني، حيث أكد بأن عدم بروزهما كالمعتاد في كأس إفريقيا الأخيرة يعود أساسا إلى عودتهما من الإصابة، فالاستقرار عامل مهم وأساسي في الوقت الراهن نظرا لضيق الوقت، بينما يمكن إحداث تغييرات بعد مباراة البنين. بودبوز وجابو يتألقان ، يبدعان ويوجهان رسالة واضحة للناخب الوطني ومع اقتراب موعد مواجهة الجولة الثالثة من تصفيات المونديال أمام منتخب البنين والمقررة يوم 26 مارس القادم، فإن الناخب الوطني مطالب بتحضير تشكيلته من الآن مع تحديد قائمة اللاعبين الذين سيدافعون عن حظوظ الخضر، حيث يدرك جيدا بأنه ملزم بتسجيل فوز عريض مع تقديم آداء في المستوى ليستعيد الثقة ويعيد البريق لنفسه بعد خيبة جنوب إفريقيا، وفي هذا الإطار، يرى بعض الاختصاصيين بأنه من الأجدر المحافظة على نفس التشكيلة التي شاركت في "الكان" خصوصا في ظل تماطل تأهيل العناصر المغتربة التي اختارها التقني البوسني، فهناك عدة لاعبين برهنوا بأنهم يستحقون فعلا مكانة أساسية في المنتخب وذلك من خلال تألقهم الملفت مع أنديتهم على غرار رياض بودبوز، الذي قاد فريقه سوشو هذا الأسبوع إلى تحقيق فوز ثمين على باريس سان جيرمان المدجج بأرمادة من النجوم تحت قيادة المدرب المحنك أنشيلوتي، حتى أن عدة مواقع عالمية على غرار الفيفا والكاف تحدثت بإسهاب عن ذات الإنجاز وهذا فضلا عن النجم السابق لوفاق سطيف عبد المومن جابو، حيث أن هذا الأخير أمضى ثنائية مع فريقه النادي الإفريقي خلال مواجهته لشبيبة القيروان، وقد جاء الهدف الثاني لجابو من إنفراد ثم رفع الكرة بطريقة جميلة فوق الحارس ، وهوما اعتبره البعض بمثابة رسالة واضحة للناخب الوطني لإدارج هذين الأسمين ضمن التشكيلة الأساسية أمام البنين ولوأنهما يلعبان تقريبا في نفس المنصب وبنفس الكيفية، ومن جهة أخرى، واصل خالد لموشية الغياب عن تعداد الإفريقي وذلك بسبب خلافاته مع إدارة النادي. هذا وقد أعلن الناخب الوطني بأن مباراة الجزائر مع البنين لحساب اليوم الثالث من التصفيات المؤهلة لكاس العالم 2014 ستجري يوم الثلاثاء 26 مارس في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة على الساعة الثامنة و30 دقيقة مساء، وترقبا لهذا الموعد، فإن الخضر سيدخلون يوم 20 مارس في تربص مغلق بمركب سيدي موسى يمتد إلى غاية 26 من نفس الشهر. وتجدر الإشارة إلى أنه خلال اليومين الأولين من التصفيات تغلبت الجزائر على رواندا برباعية كاملة دون رد قبل أن تنهزم أمام مالي في مباراة جرت بعاصمة بوركينا فاسوواغادوغو، ويذكر أيضا أنه بعد المباراة أمام البنين، فان المنتخب الوطني سينتقل إلى العاصمة البنينية بورتونوفو ثم إلى كيغالي، عاصمة رواندا في شهر جوان قبل أن يستقبل المنتخب المالي في شهر سبتمبر لحساب الجولة الأخيرة.