قد لا نتسغرب أن يخصص التلفزيوني المغربي حصة خاصة بمسألة الحدود مع الجزائر، في إطار الحملة الجارية في محاولة لدفع الجزائر إلى معالجة مسألة الحدود خارج إطار المسائل العالقة في العلاقات بين البلدين. لكن أن يكون من بين المدعوين (مسؤولو أحزاب، أساتذة ومؤرخون مغاربة) مسؤول حزب جزائري يدافع عن الأطروحات المغربية سواء تعلق الأمر بقضية الصحراء الغربية أو مسألة إعادة فتح الحدود، فذلك يطرح أكثر من سؤال. لقد شارك الأمين الأول لجبهة القوى الاشتراكية كريم طابو في هذه الحصة بكل ما أوتي من حماس دفاعا عن ضرورة فتح الحدود بالشكل الذي يخدم الطرح المغربي، مقدما صورة سوداء على الممارسة الديمقراطية وحرية التعبير في الجزائر! وبقدر ما كان طابو يتفنن في الدفاع عن المزاعم المغربية والاتهامات الموجهة للجزائر، بقدر ما كان وضعه، وهو يتهجم على بلده يدعو فعلا إلى الشفقة، لأنه قال ما أريد له أن يقول ليساير أطروحات المخزن بشأن الحدود والصحراء الغربية، والدليل أن تصريحاته نشرتها معظم وسائل الإعلام المغربية. فالتلفزيون المغربي لم يدع طابو إلى الحصة حبا فيه أو اعترافا وتقديرا لكفاءته السياسية بل لأنه من السهل انتزاع التصريحات التي يريدها. وإلاّ لماذا لم تدع شخصية جزائرية أخرى من أحزاب التحالف الرئاسي أو غيرها؟ المهم أن مسؤول الأفافاس أدى ما عليه وزكى التدخل السافر لمسؤول حزب الاتحاد الاشتراكي الذي سمح لنفسه أن يطالب بأن تكون الأولوية للعهدة الرئاسية المقبلة هي فتح الحدود!؟ وأن تكون سياسة الجزائر مع المغرب مغايرة للعهدة السابقة،، معتقدا أن الجزائر كلها طابوات تستجيب له، كما استجاب له طابو الأفافاس الذي أراد أن يكون مغربيا أكثر من المغاربة أنفسهم!