نهق حماري نهيقا يدعو للعجب وقال... ضيعت عمري وصغري وشبابي دون فائدة، آه لو كنت حمار قافز وصنعت ثروة من السياسة أو حتى من النهب أو الاختلاس.. آه قلت ساخرا... لم يفت الوقت يمكنك أن تعوض ذلك متى شئت لأن السياسة والنهب والاختلاس لا عمر ولا قانون لهما يمكنك أن تبدأهما على كبر إن أردت قال ناهقا... ندمت ندمت قلت... أنا أكلمك بجد، لماذا لا تبدأ من الآن و"تخرجنا من الغرقة"؟ قال ضاحكا... لم يبق لي الآن سوى الذهاب للحج وغسل عظامي من موبقات الدنيا قلت... لكنك عشت فقيرا وستموت فقيرا، عن أي موبقات تتكلم؟ قال... رغم ذلك أحس أني أحمل أخطاء كثيرة قلت... بقدر أخطاء شكيب خليل مثلا؟ قال ضاحكا..... لا، هل أنا نصاب؟ قلت... من يدري، النصب لا يكون فقط في المال، ممكن أن يكون أيضا في السياسة وأنت ما شاء الله منظّر سياسي حقيقي ولم تترك أيا كان. قال.. هذه تهمة ملفقة وأنت تعرف أني كنت أتكلم في السياسة حتى أنور لك عقلك أنت وأمثالك من الشعب المخدوعين قلت... مخدوعين؟ قال... ألا تعرف ذلك؟ قلت... بلى أعرف أكثر من ذلك ولكن لا تظن أن الشعب عندما يتصرف بأدب مع سلطته ويتركها تستغبيه كما تشاء، معناه أنه كان مخدوعا. قال ساخرا... غضبت؟ قلت.. تقريبا لأن كلامك جارح. نهق نهيقا مبحوحا وقال... الجرح الحقيقي ما نعيشه في قلوبنا ولا يريد أن يبرأ لأنه عميق وغائر، ومع ذلك ما زلنا نمسك بخيط أمل.