الأجواء باردة جدا، والحملة الانتخابية أيضا باردة بما فيه الكفاية لدرجة أن أحد رؤساء الأحزاب ألغى تجمعه بسبب غياب الغاشي الذي يعرف مسبقا أن كل ما سيقال له كذب في كذب. قلت لحماري الذي لم يخرج من تحت الغطاء في محاولة لتدفئة عظامه من البرد، وأنت أيها الحمار اللعين لماذا لا تنزل مثل غيرك لتشجع الأميار الجدد وتحضر مجالسهم وتجمعاتهم؟ نهق نهيقا مخيفا وقال.. وهل تراني بالحمار العبيط الذي يصدق كذبهم ونفاقهم حتى تريدني أن أملأ لهم القاعات؟ قلت ساخرا.. لو كنت أنت المير المرشح لما قلت هذا الكلام وسعيت بكل جهدك لإقناع الناس بأفكارك وقدراتك العجيبة؟ قال ناهقا.. أنا أختلف عنهم يا عزيزي، أنا لست حمارا عاديا وأنت تعرف ذلك وأملك من حجة البيان وقوة البرهان ما يكفي حتى أقنع الجميع. قلت.. لماذا إذن بخلت علينا بفكرك الواسع وسياستك الرشيدة وبقيت متكوما هنا تحت “الزاوزة" وتشغل نفسك بأحاديث النميمة السياسية والكلام الفارغ؟ قال ضاحكا.. ومن قال لك إني أريد أن أنافس نعيمة صالحي وبونجمة وتواتي وكل الأحزاب الأخرى؟ قلت.. ومن قال لك نافس الأحزاب الصغيرة، كن شجاعا ونافس بلخادم وأويحيى وأبوجرة؟ قال ساخرا.. أنا لا أنافس أحد ولا أحد من هؤلاء جميعا يمكن أن ينافسني، هل تعرف لماذا؟ لأن الفرق بيني وبينهم هو الصدق.. أنا صادق مع الناس ومع نفسي وهم أنت تعرف لا يملكون سوى رأس مال الكذب. قلت.. لا تندفع في تحاليلك وقد تكون على خطأ كبير؟ نهق نهيقا متواصلا وقال.. يا ليت أكون على خطأ ويصيب هؤلاء في كل ما يقولون وما يفعلون ولكن للأسف كل هذا هراء. قلت.. أنت محبط يا حماري وأخاف عليك من أن تسوء حالتك أكثر؟ نهق من جديد وهو يقول لا تخف أصبحت مطعما ضد السياسة التي لم تتغير من عهد جدي وجدك.