دعا السيد عبد اللطيف بابا أحمد، وزير التربية الوطنية المترشحين لاجتياز امتحان شهادة البكالوريا، إلى التركيز وقراءة الأسئلة جيدا قبل الشروع في الإجابة لفهم السؤال جيدا، قصد التمكن من تقديم إجابات صحيحة، جاء ذلك خلال اليوم الثاني من هذا الامتحان المصيري الذي وجد فيه المترشحون صعوبة في الإجابة على أسئلة مادة الرياضيات التي قالوا إنها "معقدة وليست في متناول ذوي المستوى المتوسط". وقد قام السيد بابا أحمد أمس، بزيارة مركز الامتحان بمتوسطة عبد المجيد مزيان بالمحمدية بالجزائر العاصمة الذي يضم 253 ممتحنا، حيث أشرف بالمناسبة على عملية فتح ظرف امتحان مادة الرياضيات لشعبة آداب وفلسفة، كما زار عددا من الحجرات للاطمئنان على السير الحسن للامتحان. واغتنم الوزير هذه المناسبة ليقدم بعض النصائح للمترشحين، داعيا إياهم إلى التركيز وقراءة الأسئلة جيدا قبل الشروع في الإجابة عنها. وقد تشابهت ردود فعل المترشحين لامتحان شهادة البكالوريا في يومه الثاني بعد انتهاء امتحان الرياضيات، واختلفت تماما عن تلك التي لاحظناها في اليوم الأول من انطلاق الامتحان في كل الشعب، بسبب ما وصفوه بصعوبة أسئلة الرياضيات التي امتحنوا فيها في الفترة الصباحية و«التي لم تكن في متناول التلميذ المتوسط "، حسبما أكده عدة مترشحين ل«المساء". فقد تفاجأنا ونحن نزور بعض مراكز الامتحان بالعاصمة أمس، بعد انتهاء امتحان مادة الرياضيات التي تعد مادة رئيسية خاصة للشعب العلمية، حيث سجلنا حالة عدم الرضا في صفوف المترشحين الذين فقد بعضهم الأمل، بعد عدم تمكنهم من الإجابة على هذه الأسئلة ذات المعامل الهام، مثلما أكده مترشحو شعبتي العلوم الطبيعية والحياة ومترشحو الرياضيات بمركز الامتحان عروج وخير الدين برباروس بالجزائر الوسطى، الذين رسمت على وجوههم علامات الخوف والقلق من الرسوب، بعد فشلهم في هذه المادة الأساسية بعد سنة كاملة من المراجعة، المثابرة، والسهر. فلم يتمكن العديد من المترشحين رغم تمتعهم بمستوى دراسي مقبول وحصولهم على معدلات لا بأس بها خلال العام الدراسي، من الإجابة عليها.وعبّر العديد من هؤلاء المترشحين الذين تحدثنا إليهم عن قلقهم من المفاجآت التي ربما قد تحدث في باقي المواد، مثلما أكدته مترشحة من ثانوية عمر راسم بالعاصمة والتي أكدت أنّ "الأقسام النهائية لشعبة العلوم الطبيعية والحياة بهذه الثانوية لم ينهوا البرنامج الدراسي، ومن بين هذه المواد الرياضيات". نفس الانطباع وجدناه عند الممتحنين الأحرار شعبة الآداب والفلسفة، الذين درسوا عن طريق المراسلة والذين يجتازون امتحان البكالوريا بمركز الإدريسي ببلدية سيدي أمحمد، حيث عبروا عن قلقهم مما وصفوه بصعوبة أسئلة مادة الرياضيات التي لم يتمكن المترشح الحر الذي لم يدرس في الثانوية طيلة السنة من الإجابة عليها، خاصة وأنها أصعب من أسئلة السنوات السابقة، على حد قولهم. كما اشتكى البعض الآخر من المترشحين من طول هذه الأسئلة التي لم يتمكنوا من الإجابة عليها في الوقت المحدد للامتحان، بسبب "تعقيدها الذي يتطلب وقتا كبيرا للتركيز والتحليل". يأتي هذا، في الوقت الذي عبر فيه البعض الآخر لحظات فقط قبل انطلاق امتحان اللغة الانجليزية على الساعة الثالثة زوالا عن تواصل قلقهم، حيث لا يهدأ لهم بال إلا بعد انتهاء الامتحان في كل المواد والإعلان عن النتائج. وقد لمسنا خلال هذه الزيارة أجواء حماسية في الفترة المسائية بالرغم من "صدمة" امتحان الرياضيات لدى الطلبة، ملؤها الترقب لمعرفة ما تتضمنه ورقة الامتحان في الإنجليزية من أسئلة ومدى تطابقها مع ما تمت مراجعته من دروس. وعبر العديد من المترشحين عن أملهم بأن تكون امتحانات المواد المتبقية في متناولهم، مثلما كانت أسئلة اليوم الأول التي قالوا إنها "سهلة" ويمكن للتلميذ المتوسط الإجابة عليها .وبخصوص الإجراءات التنظيمية المتعلقة بضمان الشفافية ومكافحة الغش في أوساط التلاميذ، فقد اتخذ المشرفون على الامتحانات كل التدابير لإفشال كل محاولات الغش، حيث تم إجبار كل الممتحنين على وضع حقائبهم عند مدخل المراكز، بالإضافة إلى تسليم هواتفهم النقالة في أظرفة. من جهة أخرى، اشتكى المترشحون من عدم السماح لهم بالبقاء في ساحة مركز الامتحان بين الفترة الصباحية والمسائية، مما يجبرهم على البقاء في الشارع لمدة أربع ساعات أو أكثر، في الوقت الذي لم يتمكن فيه عدد كبير منهم من العودة إلى بيوتهم بين امتحان وآخر، بسبب بعد المسافة خاصة بالنسبة للممتحنين الأحرار الذين قدموا من عدة بلديات بعيدة عن المركز.