أعلن المرشح للرئاسة في أفغانستان، عبد الله عبد الله، انسحابه من جولة الإعادة التي كانت مقررة في السابع من نوفمبر الجاري، معتبرا أن حكومة منافسه الرئيس الحالي حامد قرضاي لم تستجب لمطالب تقدم بها من أجل ضمان إجراء انتخابات نزيهة· وأمام عدد من شيوخ القبائل الذين تجمعوا أمس في غرب العاصمة كابل، قال عبد الله إن الظروف السياسية الراهنة تشير إلى أن إجراء انتخابات شفافة بات أمرا غير ممكن، مضيفا أن قراره جاء بعد استشارات مطولة ومن أجل مصلحة الشعب الأفغاني· ولم يطالب عبد الله أنصاره بمقاطعة جولة الإعادة، لكنه انتقد لجنة الانتخابات ووصفها بغير المستقلة، كما حملها مسؤولية ما آلت إليه الأمور في البلاد، علما بأنه كان قد طلب عزل رئيس اللجنة وكذلك وقف ثلاثة وزراء اتهمهم بالمشاركة في تزوير الانتخابات، لكن الرئيس قرضاي رفض ذلك· كما سارع أحد كبار مساعدي قرضاي للتأكيد أن الرئيس يعتزم المضي قدما في إجراء الجولة الحاسمة من الانتخابات رغم انسحاب منافسه· وكان قرضاي قد أعلن فوزه في الجولة الأولى التي جرت يوم 20 أوت الماضي، إلا أن تحقيقا أجرته دول غربية كشف أن الانتخابات شهدت عمليات تزوير موسعة لصالح الرئيس· وبعد سحب أصوات نحو مليون ناخب، تراجعت النسبة التي حصل عليها قرضاي إلى أقل من 51% من إجمالي الأصوات، وهي النسبة التي يتعين أن يحصل عليها المرشح الرئاسي لإعلان فوزه من الجولة الأولى وتجنب الدخول في جولة إعادة مع أقرب منافسيه· وبانسحاب عبد الله، يضمن قرضاي البقاء في السلطة لفترة رئاسية ثانية مدتها خمس سنوات، لكن شرعيته قد تكون محل شكوك خاصة وأن الأيام الماضية شهدت تزايد الضغوط على وزير الخارجية السابق من أجل الانسحاب، كما أن حركة طالبان تعهدت بتعطيل جولة الإعادة· ونقلت وكالة رويترز عن محللين أن انسحاب عبد الله من الانتخابات قد يكون جزءا من اتفاق لاقتسام السلطة مقابل الحصول على منصب حكومي بارز في حكومة قرضاي المقبلة، وهو أمر توقعهالسفير الأمريكي السابق في أفغانستان زلماي خليل زاد·