تستعد أفغانستان لإجراء الانتخابات الرئاسية وسط تهديدات حركة طالبان بإفشالها عبر شن هجمات على مراكز الاقتراع يوم العشرين من الشهر الجاري. وفرضت الحكومة إجراءات أمنية مشددة لمنع حدوث أي طارئ، وذلك في الوقت الذي يسعى الرئيس الحالي حامد قرضاي إلى جدب المزيد من الأنصار لضمان بقاءه في السلطة ولو كانوا من أمراء الحرب. * * و في هذا الصدد، عاد إلى العاصمة كابول مساء الأحد الجنرال عبد الرشيد دوستم زعيم أقلية الاوزبك التي تتمركز بشكل أساسي في شمال البلاد من منفاه في تركيا، وهي العودة التي أثارت قلق الولاياتالمتحدة، الحليف الأساسي لحكومة قرضاي وقائدة جهود إعادة الأعمار والاستقرار في ذلك البلد منذ الإطاحة بنظام طالبان أواخر 2001. وأوضح بيان السفارة الأمريكية في كابول أن واشنطن "قلقة بشكل كبير من الدور الذي يمكن أن يلعبه دوستم في أفغانستان اليوم وخصوصا خلال هذه الانتخابات التاريخية".. * و يرى مراقبون أن عودة دوستم ستساعد الرئيس قرضاي وتقدم له دعما كافيا، من حيث إمالة كفة الانتخابات لصالحه ليفوز بها من جولة واحدة. ويجري التنافس خلال الانتخابات الرئاسية المقررة الخميس بين عدد من المرشحين أبرزهم الرئيس الحالي حامد قرضاي "ينحدر من البشتون" وعبد الله عبد الله، وهو وزير خارجية سابق له جذور في فصيل مسلح يغلب عليه الطاجيك العرقيون ويحظى هذا المرشح بدعم قوي في شمال أفغانستان. واختتمت أمس الاثنين الحملة الانتخابية بعد أيام حاول المرشحون فيها تعزيز جهودهم لإقناع نحو 17 مليون ناخب سيختارون رئيسهم للمرة الثانية في تاريخ البلاد، وكذلك لاختيار 420 مسؤول في 34 ولاية. * و في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية، شارك حوالي عشرة آلاف أفغاني من أنصار عبد الله في تجمع حاشد في ملعب كابول الرياضي وهم يعتمرون قبعات زرقاء ويحملون صورا لعبد الله عبد الله ويهتفون باسمه. وكتب على الأوراق "أيها الرفاق استيقظوا، لقد حان الوقت لتغيير كبير". وكتبت تلك العبارة باللغات الثلاث الأكثر انتشارا في أفغانستان وهي الداري و الباشتو و الاوزبك. * و من جهته، عقد اشرف غاني وزير المالية الأسبق المرشح للرئاسة واحد الخصوم الرئيسيين لقرضاي ، تجمعا انتخابيا حضره حوالي خمسة آلاف شخص اقسم فيه على "استبدال الحكومة الفاسدة بحكومة شرعية" و"تأمين الغذاء للأفغان مئة عام" ببرنامجه الاقتصادي الذي يهدف إلى استحداث "مليون وظيفة".. ورغم المساعدات الدولية البالغة مليارات الدولارات التي قدمت لأفغانستان، فان معظم الأفغان محرومون من الكهرباء كما أن الطرقات سيئة والوظائف قليلة والفساد متفشي.