افتتح أول أمس بأم البواقي الملتقى الوطني حول المغني الشهير الراحل عيسى الجرموني تحت شعار "الرجل الأسطورة"و ذلك بدار الثقافة "نوار بوبكر". ويشارك في هذا اللقاء المنظم من طرف مديرية الثقافة في إطار تظاهرات خمسينية الاستقلال الوطني والذي يدوم ثلاثة أيام، جامعيون وباحثون ومهتمون بمجال الموسيقى البدوية إلى جانب السلطات المحلية وعديد المعجبين بالمغني عيسى الجرموني صاحب الصوت الخارق. وذكر باديس فغولي من جامعة أم البواقي أن الفنان عيسى الجرموني تناول في أغانيه مظاهر البؤس والحرمان التي كان يعاني منها الشعب الجزائري جراء الاحتلال الفرنسي مثل الأمراض والآفات المختلفة. ويعتبر الفنان عيسى الجرموني من بين المغنين العرب القلائل الذين غنوا بقاعة الأولمبيا الشهيرة في 1937 بباريس بفرنسا. ويتناول اللقاء تحليل مسار هذا الفنان وتسليط الضوء أكثر على حياته إلى جانب تنظيم حفلات في الغناء الفلكلوري الشاوي وذلك على هامش أشغال هذا اللقاء. وقد ولد الفنان عيسى الجرموني بمنطقة سيدي رغيس قرب أم البواقي سنة 1886 وبدأ يغني وعمره لم يتجاوز 18 سنة. وجعل منه صوته القوي وكلمات أغانيه المختارة وإحساسه المرهف نجما للأغنية الفلكلورية بمنطقة الأوراس ثم عبر كامل البلاد. وقد توفي عيسى الجرموني العام 1946 عن عمر ناهز 60 سنة واشتهر بأدائه الموال السراوي الكئيب والحزين في الآن نفسه، حيث غنى "المنفى" والحب والوطن وذلك بالشاوية وبالعربية الدارجة.