كشفت مصادر مسؤولة بعيادة التوليد بسيدي مبروك بقسنطينة ل ''الجزائر نيوز''، صباح أمس، عن ارتفاع عدد العمليات القيصرية بالمؤسسة بنسبة 25% السنة الجارية مقارنة بتلك المسجلة السنة الماضية، مرجعة أسباب ذلك إلى تزايد نسب الولادات وانتشار الأمراض المختلفة وسط الحوامل ومحدودية عدد الطواقم الطبية·· ذات المصادر وبلغة الأرقام كشفت عن ارتفاع هذا النوع من العمليات من 1882 جراحة قيصرية عام 2006 إلى 2160 حالة في 2008، أي بزيادة قدرت ب 288 حالة وبارتفاع قارب ال500 منذ بداية السنة الجارية، ما يعني تطورا خطيرا في الوضع الذي تسبب في حدوث نوع من القلق وسط النساء الحوامل خاصة اللاتي تجاوزن منهن سن ال38 سنة، على اعتبار أن تجاوز المرأة لمثل هذا السن يحتم على الحامل منها لأول مرة الخضوع الحتمي لعملية قيصرية أثناء وضع الجنين· نفس المصادر وفي حديثها عن الأسباب بالتفصيل، ذكرت أن اللجوء لمثل هذه العمليات يعود لكونها الخيار الوحيد في بعض الأحيان، خاصة عندما يتعلق الأمر بحوامل مصابات بأمراض مزمنة أو خطيرة، وكذلك في الحالات المستعصية على غرار انغراس المشيمة أسفل الرحم، الأمر الذي يمنع خروج الطفل أثناء الولادة، أو في حال ملاحظة الطبيب بأن حالة الجنين في خطر كنقص الأكسجين عندما يكون النزيف شديدا، أو في حال تقدم الحبل السري نحو رأس الجنين أثناء خروجه من الحوض، أو إذا تأخرت الولادة بعد انفجار الجيب المائي وغيرها من الحالات التي تتطلب إجراء العمليات القيصرية· مصدر طبي آخر انتقد في تصريح ل ''الجزائر نيوز؛ اعتماد الأسباب السالف ذكرها لتبرير ارتفاع العمليات القيصرية، وقال بأن اللجوء لها بالعيادة وباقي المؤسسات الاستشفائية، خاصة العمومية منها، صار من أجل تخفيف الضغط، حيث أن عيادة التوليد بسيدي مبروك تستقبل ما يربو عن 60 حالة يوميا، في حين أنها لا تتوفر إلا على 40 سريرا، يضاف لذلك النقص الحاد في الطواقم الطبية، خاصة الكفأة والمتخصصة منها، الأمر الذي يتسبب في حالة من الارتباك تستدعي تمرير كافة الحالات، خاصة وأن معظم الوافدة منها تصنف في خانة الخطيرة، وبالتالي اللجوء للعمليات القيصرية لتسريع وتيرة العمل· المصدر المسؤول وفي رده على الاتهامات، أوضح بأن لا أساس لها من الصحة، لأن العمليات القيصرية تكلف المؤسسة الاستشفائية أعباء مادية كبيرة، لذا تحاول قدر الإمكان تجنبها، كما أنها تضيف للجراح المختص أعباء ومسؤولية إضافية، لأن مثل هذه الحالات تتطلب متابعة طبية مكثفة ومكوث أطول للمريضة بالمستشفى عكس الولادة الطبيعية التي لا تستدعي بقاءها أكثر من 24 ساعة·