الحرارة "ترعف" وحماري لم يستطع إخفاء انزعاجه من كل هذا الهم الحراري الذي صاحبه تراشق بين جماعة الأفلان وجماعة حمس حول الصهيونية والموالاة والمحاباة وغيرها من المصطلحات السياسية الضخمة التي تقال في مثل هذه المناسبات العظيمة. قال حماري ناهقا: فقاعات صابون لا أكثر. قلت: حتى الصابون كره منهم. قال: يقال إن جماعة الأفلان وعلى رأسها جميعي تطالب باعتذار رسمي من مقري. قلت: يبدو أن مقري أراد أن يسخن البندير فدارت عليه الأمور. قال ساخرا: هو جديد في الزعامة، عليه أن يرتكب بعض الأخطاء. قلت: لدرجة وصف غيره بالتطبيع مع الصهيونية؟ قال: وأكثر يا عزيزي. قلت: جميل إذن إذا كان كل زعيم يتهم غيره هكذا "ربحت". قال: كلنا معرضون للخطأ وهذه هي هفوات السياسيين. قلت: تقصد مثلما فعل الغنوشي مؤخرا واعتذر شر اعتذار. قال ناهقا: على سبيل المثال نعم. قلت: إذن، أصبحت السياسة من فن الكذب والممكن إلى فن الهراء والأخطاء. قال ضاحكا: منذ البداية كانت كذلك لكنك لم تنتبه. قلت: لا انتبهت، خاصة منذ أن صارت فضائح الوزراء والمسؤولين على كل لسان، قال: تلك أخطاء من نوع آخر. قلت: لكنه أخطر من التصريحات لأن فيه التبديد والتهديد والوعيد. قال وهو يضرب الأرض بحافريه من شدة الحرارة والرطوبة: السياسة لأهلها يا ناس ومن رأى أنه سيعيث فسادا في الأرض ليبتعد.