إنطلقت مساء أول أمس الخميس، بالمسرح الجهوي لمدينة سكيكدة، فعاليات الأيام الوطنية ال 21 للمسرح لمدينة سكيكدة من تنظيم جمعية مهرجان المسرح المحلية بالتعاون مع لجنة الحفلات للبلدية. وقد عرف حفل الافتتاح حضورا مكثفا للفرق التسع المشاركة، حيث استهل رئيس الجمعية كلمته بالترحيب بالحضور، مذكرا بالمسار الفني لهذه التظاهرة التي انطلقت سنة 1983 لتتوقف في سنوات التسعينات بسبب الأوضاع الأمنية آنذاك. وقد افتتحت المسابقة بعرض مسرحية - ليلة مع مجنون - لجمعية روسيكادا لسكيكدة لمخرجها صابر عميور، التي سبق أن قدمها الراحل عبد القادر علولة ولكن بإضفاء تعديلات حيث تقمص كل من جلال دراوي وهشام هلال وأحمد هزيلة عادل وعبد الرؤوف بوفنار وعلي ناموس وزين الدين ناصر أدوار هذه المسرحية. تدور أحداث هذه المسرحية التي تحكي قصة حقيقية عاشها الكاتب التركي المشهور عزيزنسين، داخل زنزانة بإحدى سجون تركيا، التي كان يسرب منها مقالاته إلى الجرائد والمجلات باسم مستعار في ظرف 70 دقيقة. وتعود أسباب سجن الكاتب عزيز نسين إلى المقال الذي أصدره عن شاه إيران والملك فاروق اللذين كانا يعبثان بشعبيهما خلال فترة حكمهما ومن خلال مقاله يحدث شعب البلدين ثورة تطيح بهما. وكان سفيرا إيران ومصر قد تقدما بشكوى إلى الحكومة التركية التي تحاكم الكاتب وتعاقبه ب 6 أشهر حبسا نافذا. وبعد مرور مدة على سجن الكاتب يتسلم مدير السجن رسالة تحث عزيز على كتابة نص يعتذر فيه للشاه والملك فاروق مقابل إطلاق سراحه إلا أنه يرفض ويبقى في السجن إلى غاية آخر يوم من مدة العقوبة. وبسبب موقفه تضع إدارة السجن إلى جانبه شخصا شريرا يدعى "المدكوك" الذي يحاول زرع الرعب في نفس الكاتب الذي يتحدث بدوره لذلك السجين عن الجرائم التي قادته إلى الزنزانة والتي يحصرها في القتل ما يجعل المدكوك يتراجع عن ابتزاز عزيز نسين الكاتب الصحفي الذي زعزع دولتين بقلمه. وقد أثارت المسرحية إعجاب الحكام والجمهور الذي كان حاضرا بقوة وكان وفيا لأيام المسرح لسكيكدة. وستتواصل المنافسة من اليوم وإلى غاية 25 جوان الجاري، حيث سيتم عرض مسرحية "خلف الأبواب" لتعاونية الشمعة للفنون والثقافة لقسنطينة و«بني كلون" لجمعية أوفياء المسرح ببراقي وكذا "آخر الجنود" للجمعية الثقافية للفنون الدرامية لأدرار ومسرحات أخرى لجمعية الفنون الدرامية لعين الدفلة وجمعية بسمة لسيدي بلعباس فضلا عن جمعية فرقة مسرح سيرتا لبومرداس وجمعية الرسالة لمسرح المسيلة. للإشارة، ستتسابق الفرق للظفر بجائزة الدلفين الذهبي بقيمة 100 ألف د.ج والدلفين الفضي والبرونزي وجائزة أحسن ممثل وأحسن ممثلة وجائزة لجنة التحكيم.