اعتبر رئيس المجمع الجزائري للغة العربية، عبد الرحمان الحاج صالح، أمس، أن المستوى غير المرضي لتعليم اللغات بالجزائر، جعلها تنفرد ببعض المشاكل التي لا تعرفها باقي البلدان العربية، والمتمثلة في عدم استعداد الطالب في مختلف العلوم لفهم ما يلقيه الأستاذ باللغة الفرنسية والإنكليزية· وأجمع الأساتذة المحاضرون، على أن الحلقة المفقودة تكمن في ضعف تكوين المؤطرين، وخلط في المفاهيم التي تتضمنها المناهج التربوية المعتمدة· دعا رئيس المجمع الجزائري للغة العربية، خلال افتتاحه أشغال المؤتمر الوطني حول تعليم اللغات في الجزائر ووسائل ترقيتها، بالمعهد العالي للتسيير والتخطيط ببرج الكيفان، دعا إلى إعادة النظر في كيفية تعليم اللغات ومناهج التعليم المعتمدة والحجم الساعي، دون تجاهل النقص والعجز المسجل في المكونين، من أساتذة ومعلمين· تكوين المعلم·· الحلقة المفقودة في إصلاح المنظومة التربوية انصبت تأكيدات أساتذة ومختصين في مجال التربية والتكوين خلال مداخلاتهم التقييمة لتعليم واستعمال اللغات في الجزائر، خلال الجلسات التي تم عقدها، على أن الواقع يعكس ضعف تكوين المعلم الذي يعد أهم عنصر من عناصر العملية التربوية، ويتجلى ذلك في صعوبة تحكم العديد منهم في المناهج التربوية الجديدة· واعتبرت الأساتذة حبيبة بودلعة، أن اتخاذ وزارة التربية الوطنية قرار تنظيم ورشات تكوينية لفائدة الأساتذة، لا يكفي من أجل سد ثغرة الضعف لدى المكون، حيث أن اللقاءات التي تجمعهم بمفتشي التربية ليست كفيلة بحل هذا المشكل· و دعت إلى التركيز على الخلط الحاصل في المفاهيم التي تتضمنها المناهج التربوية المعتمدة حاليا، والتطرق الى العلاقة بين الكتاب والمنهج، حيث أكدت أن الكتاب المدرسي المعتمد حاليا لا يتوافق تماما مع المناهج التربوية وهو واقع مفروض··· وأكد الأستاذ بجامعة فرحات عباس بسطيف، عبد الكريم بن محمد، خلال عرضه للدراسة التي أعدها حول مناهج تعليم اللغة العربية في مراحل التعليم العام، أكد صعوبة التواصل باللغة العربية في الحياة اليومية·· موعزا ذلك إلى سببين رئيسيين، هما أن الواقع اللغوي في الجزائر يرتكز على تعدد اللغات واللهجات، والوضع السيء للغة العربية في مناهج التعليم بجميع مراحله· مشيرا إلى أن المناهج المطبقة حاليا ورغم تبنيها المقاربة النصية، ينطبق عليها المثل المشهور ''حمار في جلد أسد''· ومن أهم السلبيات التي تتضمنها المناهج الحديثة - حسبه - انعدام الربط بين الكفاءات المطلوبة ووسائل تحقيقها، الاختيار العشوائي للنصوص، المحتوى النحوي والبلاغي يرتكز على الجانب النظري بدل الاستعمال والتطبيق، حيث لا يزال اختيار طريقة المحتوى النحوي بها رهين الطرق التقليدية المبنية على ''الخرافة'' ومؤسسة على الاعتقاد القائل أن اللغة الفصحى لا يمكن تعلمها ونشرها· وقال أن الواقع الحالي يعكس أن اللغة العربية أصبحت ''لغة أموات''، لأن الكيفية التي تدرس بها في الحضيض· ما يحتويه كتاب اللغة الفرنسية تعد على الهوية الوطنية الإسلامية أكد الاستاذ خالد مصباحي، أن الواقع المريض التي تشهده المنظومة التربية، يعد مأزقا، مستدلا في ذلك بمحتوى كتاب اللغة الفرنسية من الطور الأول للتعليم المتوسط، الذي يجسد شخصية ''امقيدش''، حيث تعني هذه التسمية باللغة الأمازيغية، الشخص الذكي، بينما يجسد شخصية نصر الدين وبما تحمله الكلمة من معان، على أنه الغبي، وقال أن هذا يعكس النوايا السيئة للمختصين في وضع المناهج· ورد عضو مركز البحث العلمي والتقني، أن 80 بالمائة من الأخطاء تم تصحيحها وأن هذا الخطأ سيؤخذ بعين الاعتبار·