في إطار الاحتفال بيوم اللغة العربية نظم المجمع الجزائري للغة العربية نهاية الأسبوع الفارط محاضرة ألقاها الأستاذ الدكتور عبد الرحمان الحاج صالح رئيس المجمع والمدير العام لمؤسسة الذخيرة والإبداع بالذخيرة"،المحاضرة ألقاها الدكتورفي مقر المجمع الجزائري للغة العربية تحت عنوان "الهوية والإبداع بالذخيرة"،المحاضرة ألقاها الدكتور في مقر المجمع الجزائري للغة العربية. اكتظت قاعة المحاضرات بالمجمع الجزائري للغة العربية عن آخرها من مثقفين واعلاميين جاءوا خصيصا للاستماع لمحاضرة الاستاذ الدكتور عبد الرحمان الحاج صالح الحائز مؤخرا على جائزة الملك فيصل العالمية، المحاضرة التي جاءت تحت عنوان "الهوية والإابداع بالذخيرة"ركز من خلالها المحاضر على أهمية اللغة، فاللغة هي الانسان، هي الحياة، لأن رقي الأمة يقوم على الهوية ولاهوية بدون رقي، وأضاف الحاج صالح في تحليله لواقع اللغة والمجتمع أنه منذ أقدم الأزمنة أن اللغة تترقى وتقتهقر وتختفي بحسب الزمن، وما يصاب به الناطقون بها وهي - اللغة - لاذنب لها عندما تختفي والذنب كله هو لأصحابها الذين ينطقون بها. وأضاف مدير مؤسسة الذخيرة العربية أن اللغات تتفوق بتقوف أصحابها، وهي بمنزلة العملة من حيث أنها تنقل الخسيس والغالي، تنقل معلومات ذات قيمة أولا تنقل شيئا من ذلك وقيمتها بما تنقله من معلومات. وتساءل رئيس المجمع الجزائري للغة العربية لماذا أشبه اللغة بالعملة وأوعز سبب ذلك لكون اللغة مرتبطة بالجماعة التي تنطق بها مؤكد ا في ذات السياق أنه قد يكون للإنسان أكثر من لغة، لأنه يوسع بذلك آفاق معارفه لا في العلوم فقط، بل في الأخلاق في كيفية النظرة للعالم لأن الإنسان الناطق بأكثر من لغة هو إنسان غني. وأضاف الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح في حديثه أن الهوية هي اللغة أو اللغات، فمن غير الممكن أن نخرج نخبة الأخلاق إلا من ملايين المثقفين، فلا يكون للأمةرقي والجهل يسودها، ولا يمكن أن ترتقي اللغة إلا بارتقاء أصحابها، اللغة التي لولاها ما كنا نحن، الهوية تتكون من اللغة العربية واللغة الأمازيغية لأنهما الأساس الذي هو يجمع على الخير. ودعا الحاج صالح في محاضرته إلى تعدداللغات عند الفرد معتبرا أن وحيد اللغة مسكين ومعوق لا يمكنه أن يستفيد من الانترنيت الذي 65 منه بالانجليزية. وفي حديثه عن الفصل بين الهوية وبن الرقي أكد المحاضر أنه لازقي للغة إلا برقي أمتها، فبعض المحطات التلفزيونية الأجنبية تبث باللغة العربية "بي.بي.سي" "فرانس/ 24" وغيرها من القنوات الصينية والأمريكية أصبحوا يهتمون باللغة العربية لأن فيها مصلحة، الخليج، الارهاب، الحرب، فما دامت المصلحة موجودة لا شك أن العربية ترقتي إلى ذلك، فالإقتصاد ضروري جدا لأنه من الأسباب التي تدفع الأمة للتثقيف لكن الإزدهار وحده لا يكفي. وأعرب الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح عن تفاؤله وذلك من خلال ربط الهوية واللغة من جهة وبين الرقي العلمي، فلا ينبغي الاشتمئزاز من العربية والقول "ماذا تأتي به العربية؟" ينبغي أن نستفيد مما تنقله اللغة لكن لابد أن ننتج، أن نجتهد وهذا لا يتأتى إلا بحرية التفكير التي تكون حدودها في الآخر، والعيب الذي نمتاز به نحن في الجزائر والوطن العربي أننا ننتظر أن يأتي إلينا العالم، والعلم ينبغي أن نذهب إليه. وعن الذخيرة العربية أكد الدكتور عبد الرحمان الحاج صالح أن الثقافة العلمية هي هذه الذخيرة العربية التي من خلالها يتمكن أي باحث من الحصول على أي معلوم يصدر في العالم، الذخيرة العربية يضيف المحاضر، تجعل التراث تحت تصرف أي واحد مهما كانت لغته، الذخيرة يستفيد منها الكبير والصغير في أحدث ماصدر في العالم، أحدث ما وصل إلينا. كما دعا رئيس المجمع الجزائري للغة العربية إلى الترجمة معتبراأنها في زمننا ضئيلة كأنها والعدم سواء، طالبا في ذات الوقت أن يكون لكل جامعة مركز للترجمة، ترجمة المقالات العلمية التي تصدر يوميا. واختتم مدير مؤسسة الذخيرة العربية بالقول عدم وصول معلومات جديدة بكيفية منتظمة سببه الجمود الفكري حتى عند العلماء، لاهوية إلا باللغة، نحن لا نفرض العربية وإنما بانتاج أصحابها تعمم اللغة حتى تخرج نخبة من الأذكياء، لأن هذه النخبة تكون مليون مرة أكثر من البترول، لا ثروة غير هؤلاء، فلا ينبغي أن يفرّ هؤلاء الإطارات، وينبغي أيضا أن تكون هناك أيديولوجية مقننة تجمع الجميع مثلما تجمعنا الكرة في وقتنا الحاضر، فلماذا لا تجمعنا اللغة؟!