كنت أضع يدي على قلبي عندما سمعت بقصة ذلك المواطن الذي انتحل صفة ابن وزير الصحة حتى ينقذ حياة حامل في المستشفى وقلت "باصا الراجل"، ولكن حمدت الله بعد أن برّأته العدالة من التهمة التي وجهت له. أعرف أن السلطة التقديرية للقاضي جعلته سمحا ورحيما، وفهم أن النية كانت حسنة، ولا قصد جنائي فيها. ولكن يبدو أنه أيضا كان يعرف مسبقا أننا كمواطنين لا يهمنا أن نكون أبناء وزراء. نعم، أنا صاحبة هذا العصيان وصاحبة كل هذه الذنوب التي أحصدها يوميا جراء "التمنشير" في هؤلاء المسؤولين، لا يهمني على الإطلاق أن أكون ابنة أي "قمقوم" منهم، ولا حتى أقترب من دوائرهم ولا محيطهم. وحتى "مانجيبش البلا من عندي" كلكم قرأتم وتقرؤون عن فضائح أبناء المسؤولين، و"دعاوي الشر" التي يقترفونها من تورط في الكوكايين إلى الاستيلاء على الأراضي والأملاك العامة، إلى تهم الضرب والجرح التي يقترفونها في كل مكان دون رادع أو خوف. ووصل الأمر ببعضهم أن يمشي "بالڤارد كور" و«الدوبرمان" حتى لا تعترض طريقه حسناوات كلاب ديبان وموريتي. أضحكتني هذه الجملة الأخيرة لأني كلما رأيت وجهي في المرآة وأرى "كحلوشيتي" هذه أتذكر مباشرة سكان الجنوب المقهورين والبترول المسروق وشكيب وكل "خلا دار بوهم" المسؤولين بطريقة أو بأخرى عما يحصل من ضياع في البلد. كونوا مهنيين يا مسؤولين ووزراء ونواب وغيرهم من جماعة "الهاي هاي".. الشعب لا يريد أن ينسب نفسه لكم لا بالأبوة ولا بأشياء أخرى. وما فعله هذا المواطن عندما انتحل صفة ابن وزير الصحة لم يكن سوى إشفاق على سيدة حامل لم تلق الرعاية اللازمة في مستشفى الدولة الذي "يخدم بلوجوه". وألف شكر للقاضي المرن الذي برّأ المواطن لأنه فهم واش كاين في قاع القدرة.