لم أفهم شيئا عندما قرأت أن أحد الأميار المنتهية عهدتهم خلّف تركة “قنابل" كانت في درج مكتبه لمن جاء بعده، وصرت أضحك مثل المجنونة على أميار آخر الزمان، الذين أصبحوا يأخذون حذرهم من المواطنين بوضع القنابل في أدراجهم، ولكن لماذا الاستغراب إذا كان نواب الشعب أيضا يحملون السلاح المرخص ضد أي ابن كلب من كلاب الشعب الذي يتجرأ عليهم؟ المسؤول عندنا يصبح “هو باباها" لمجرد أن يتقلّد منصبا مهما ويبقى همّه الوحيد كيف يُحصن نفسه من الغاشي الراشي الذي “يتمسأل" عليه لذلك تساعده السلطة في ذلك لأنها تفهم هذا الخوف والتردد فتسمح لهؤلاء باستعمال الأسلحة والقنابل وغيرها من الأمور الضرورية جدا لهم. أمام هذا، لم يبق لنا سوى أن نحذر من جميع المساعيل والمسائيل الذين يُخبئون قنابلهم الموقوتة في مكاتبهم ولا يحق لنا أن نطالب بسكن أو بعمل أو حتى “بڤربي" لأن مطالبنا تشكل خطرا كبيرا على راحة هؤلاء الذين يحتمون منا بالسلاح. لا أدري إن كان هذا المير، المقنبل، سيحاسب على تلك القنابل التي وجدت عنده، أم أن السلطة ستعتبر ذلك هفوة من هفوات الحكم التي يجب التغاضي عنها، خاصة أن تكون في منصب مير مع غاشي مثلنا يحتاج أيضا لكلاب بدبول مدربة ضد طمع المواطن وجشعه في رزق الدولة. على كل حال، لا يتوقف الحساب عند المير فقط، ولكن هذا فيض من غيض مما يحدث كل يوم في بلاد العجائب التي تعرف كل شيء سوى الحساب.