احتفالا بالذكرى ال 15 لاغتيال الفنان القبائلي الراحل معطوب الوناس، اُطلق اسمه على مفترق طرق مدخل مدينة تيزي وزو المحاذي لمقر الأمن الولائي "كارفور معطوب الوناس"، في حفل حضره أكثر من ألف مواطن وسجل حضورا قياسيا للفنانين والشخصيات السياسية والرياضية وممثلي المجتمع المدني. لا يزال الفنان معطوب الوناس يصنع الحدث بمنطقة القبائل بقوة رغم مرور 15 سنة على اغتياله، حيث أصبح "كارفور" مدخل عاصمة جرجرة يحمل اسم "معطوب الوناس" بشكل رسمي، وتعد هذه المبادرة نجاحا كبيرا لنضال مؤسسة معطوب الوناس وسكان المنطقة الذين ناضلوا من أجل إعادة الاعتبار لفنانهم المحبوب، بمبادرة من المجلس الشعبي لبلدية تيزي وزو الذي خصص غلافا ماليا لإنجاز نصب تذكاري يبلغ طوله 2.5 متر وعرضه 1.5 متر ويحمل صورة معطوب، وذلك بالتعاون مع عائلة معطوب والمؤسسة التي تحمل اسمه. حفل التدشين حضره أزيد من ألف مواطن من مختلف الفئات العمرية، إلى جانب ممثلي وإطارات ومنتخبي الأحزاب السياسية والعديد من المنظمات غير الحكومية على غرار الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان والمؤتمر العالمي الأمازيغي ومنظمة العفو الدولية وممثلين عن المجتمع المدني. وكانت المفاجأة الكبرى حضور الفنان لونيس آيت منقلات الذي قرر أن يشارك لأول مرة في حفل إحياء ذكرى رحيل معطوب الوناس منذ اغتياله، علما أن خلافات حادة نشبت بين الفنانين طيلة المسيرة الفنية، وإلى يومنا هذا لا تزال الأسباب والخلفيات مجهولة، ورغم ذلك استحسن الحضور المبادرة ورددوا عبارة "الأخوة قبل كل شيء"، واغتنم آيت منقلات الفرصة ليؤكد شعبية معطوب الوناس ووفائه للقضية الأمازيغية، معتبرا حضوره واجبا لرد الاعتبار لمعطوب الوناس "حضوري هنا اليوم جاء عن قناعة ومعطوب يستحق أكثر من اطلاق اسمه على مفترق الطرق". من جهته، أكد رئيس بلدية تيزي وزو، وهاب آيت منقلات، في كلمته، أن "هذا اليوم سيبقى تاريخيا بمنطقة القبائل لأنه يخلد الفنان معطوب الوناس بشكل رسمي، هذا الفنان والمناضل الذي يستحق الكثيرا، وعلينا جمع الشمل وتكريس الأخوة"، هذا وبدت "نا علجية" والدة معطوب بملامح امتزجت بين الحزن والسعادة، مؤكدة أن "هذا اليوم مميز وجميل لأنه يعيد الاعتبار للوناس، لكن هناك أمور أخرى حزينة وصعبة"، مضيفة "لا أريد أن أموت قبل أن تظهر حقيقة اغتيال ابني"، كما وجهت شقيقته مليكة معطوب شكرا كبيرا للسلطات المحلية على المبادرة التي طال انتظارها (15 سنة)، قائلة "اليوم أنا جد سعيدة لأن الوناس الذي سبل دمه وحياته دفاعا عن القضية الأمازيغية والجزائر أصبح يحتل مكانا رسميا بتيزي وزو"، مؤكدة أن المطلب الرئيس لم يتحقق بعد "نطالب بإظهار حقيقة اغتيال الوناس، ونطالب بتحقيق حقيقي ولن أسمح في دماء أخي مهما كان الثمن"، والأمر نفسه ذهب إليه رئيس المجلس الشعبي الولائي، حسين هارون، الذي أكد أن إظهار حقيقة اغتيال الوناس معطوب هو المطلب الرئيسي "لا يمكن أن نصمت عن قضية اغتيال معطوب، فالتاريخ سيحاسبنا، وسنواصل النضال من أجل إظهار الحقيقة مهما كان الثمن ومهما طال الزمن"، مضيفا للمواطنين "لا أحد أعاد الاعتبار لمعطوب الوناس، أنتم وحدكم من حققتم هذا".