في جولة حول الأسواق تأكدت أنا وحماري اللعين أننا شعب تاع كرشو ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نتغير أو نتبدل ما دامت الأولوية لبطوننا. قال حماري ناهقا: ما هذه اللهفة؟ قلت: لهفة رمضان هذه العبادة عندنا أصبحنا مجرد مكراشين فقط. قال ساخرا: لا تغضب إذا قلت لك إن السلطة هي من جعلتنا كذلك. قلت: وما دخل السلطة؟ قال: حتى لا نفكر فيها ترمي بنا للأسواق والعرض والطلب. قلت: كفاك هراء نحن تاع كرشنا وفقط. قال: كفى ثرثرة نحن صائمون واتركنا نتجول بين روائح الأكل الطيب. قلت ضاحكا: يبدو أنك فعلا صائم. قال: بالطبع على طول العام صائم. قلت: تقصد أن السلطة جوعتك أيضا؟ قال: نعم، هذا هو قصدي. قلت: أنت نكار الخير. قال ضاحكا: وهي أيضا ناكرة للجميل. قلت: لا أفهم ما دخل جولتنا هذه في أحاديث السياسة؟ قال ناهقا: قلت لك إن السياسة تتدخل فينا دائما حتى عندما لا نريد. عدت أدراجي وأنا ألعن اليوم الذي تعرفت فيه على هذا الحمار اللعين الذي لا يفقه من الحياة سوى السياسة، السلطة والأكل وكفى. قلت: دعنا نصوم بخير. قال: صيام مقبول ولكن هنا أشياء يجب أن تقال.