بعد جولة دقيقة على الجرائد نهق حماري نهيقا فضيعا وقال ..هنيئا لشعب ما تزال صور الخبز هي التي تصنع الصفحات الأولى لإعلامه. قلت ساخرا...لماذا تستهين بالخبز يا حماري هل تستطيع أنت مثلا أن تستغني عنه؟ قال ...ليس هنا مربط الفرس ولكن يا عزيزي عوض أن نخوض معارك الدستور والرئاسيات ها نحن نخوض معارك الخبز قلت...نحن شعب تاع كرشو وأنت أدرى قال ...لكن ليس إلى حد ترك كل المسائل الحساسة التي تخص البلاد ونتخندق في قضية العجين والخبز وغيرها من المعارك الهامشية التي من المفترض تفصل نفسها بنفسها. قلت ساخرا...هذا هو المطلوب يا حماري لماذا تريد أن تغير ذلك؟ قال ...الشعب الذي لا يعرف متى يقلب الطاولة ليس شعبا قلت ...والشعب الذي لا يعرف كيف يصل إلى الخبزة أيضا ليس شعبا قال ضاحكا...فعلا معك حق لا يجب أن نُضخم الأمور ولا حتى نصنع من هذا الشعب الذي لا يعرف سوى الأكل بطلا يمكن أن يدخل معارك مع السلطة ويدلي برأيه في قضايا الدستور والانتخابات وغيرها من المسائل التي تتعلق بالمستقبل الحقيقي للوطن. قلت...لا تكن قاسيا إلى هذا الحد يا حماري ولكن إذا كانت السلطة لم تستشر حتى الأحزاب التي صنعتها في هذه الشكشوكة السياسة، كيف تريدها أن تشرك شعبا همه في بطنه؟ قال...ربما الشعب يفكر أحسن من الأحزاب؟ قلت ساخرا..في بعض الأحيان أجدك غريبا قال...لماذا هذا التجني؟ قلت...لأنك تخلط السياسة بالخبز وهذا غير متكافئ؟ قال وهو يضرب الأرض بحافريه ...لكني أتكلم عن نفس الشعب الذي تم اضطهاده بكرشه ثم ماذا يعني أن لا يكون الخبز؟ قلت ساخرا...أنت تدق طبول الحرب بكلامك ..كلش إلا الخبز.