في ظل التغيرات المتسارعة التي تشهدها الساحة المصرية وفي ظل الاستقواء بالشارع والاستقطاب السياسي الحاد، ولتشخيص الحالة في عجالة، طرحنا هذه الأسئلة على الكاتب والإعلامي محمد بغداد. حركة مجتمع السلم تعمل على القيام بالواجب الايديولوجي الملقى على عاتقها تجاه الحركة الأم الاخوان في مصر، وتنفيذا لأمر مكتب الإرشاد العالمي القاضي بالتضامن والرفع من الاحتجاج الدولي ضد السلطة الجديدة في مصر، ولكن في الحدود المسموح بها في كل الأقطار، لأن المهم حاليا هو الرسالة وليس النتيجة. لا أتصور حدوث اقتتال داخلي نظرا لطبيعة المجتمع، والثقافة السياسية لكل الأطراف، وضغوطات الأطراف الإقليمية في المنطقة، فكل هذا لن يسمح بتجاوز الأمور وانفلاتها. مهما بلغت حالة الاستقطاب فإن النهاية ستكون طاولة المفاوضات، فالإخوان قاموا بأخطاء كبيرة، استفزوا بها خصومهم العلمانيين الذين استعملتهم أطراف إقليمية لتضرب بهم الإخوان. ولكن الجميع أدرك اليوم أن مصيره في التفاوض مع خصومه، وقد بدأت فعلا المفاوضات في اسطنبول، لتكون النتيجة تنازل الإخوان عن رئاسة الجمهورية، في المدى المنظور، مقابل سيطرتهم على المفاصل الاستراتيجية للمال والثروة والمؤسسات. رغم الأخطاء الكبيرة التي ارتكبتها كل الأطراف، إلا أني أعتقد أن مصر قد أنجزت الكثير من الخطوات السياسية المهمة التي سيكون لها أثرها في العالم العربي كله.