أقدم سكان قرية آيت مسعود ببلدية مكيرة التابعة لدائرة تيزي غنيف الواقعة على بعد 60 كلم غرب ولاية تيزي وزو، على غلق مقر البلدية للمطالبة بالتدخل لحل أزمة العطش التي ضربت القرية منذ أكثر من سبعة أشهر، وتعبيد طريق القرية. وحسب ما أكد عضو لجنة القرية في اتصال هاتفي مع "الجزائر نيوز"، فإن المياه لم تصل إلى حنفياتهم منذ شهر ديسمبر المنصرم، مشيرا إلى أن السكان يعيشون معاناة جد حادة في الحصول على المادة الحيوية "في فترة الشتاء كنا نعتمد على مياه الآبار والينابيع الطبيعية المتواجدة في الغابات والوديان المحاذية للقرية، لكن منذ شهر ماي أغلب هذه الوديان والينابيع جفت"، مضيفا "بعض العائلات تلجأ إلى اقتناء هذه المادة بأثمان تصل إلى 2500 للصهريج الواحد والأمر يختلف بالنسبة للعائلات الميسورة الحالة". وانتقد بشدة طريقة تسيير عملية توزيع ماء الشرب ببلدية مكيرة، كاشفا عن أن بعض القرى بالبلدية يتم تزويدها بالماء بطريقة شبه يومية، في وقت يتم إقصاء قرى أخرى "رئيس البلدية يعتمد سياسة إرضاء سكان القرى التي انتخبته خلال الانتخابات المحلية الأخيرة ويهمش قرى صوّتت لمترشحين آخرين". وطرح محدثنا مشكلا آخر يتمثل في تردي وضعية طريق قريتهم بسبب تقدم نسبة الاهتراء "في الشتاء هناك أوحال ومستنقعات على طوله"، مؤكدا أن هذا الطريق أصبح لا يصلح حتى للجرارات الفلاحية، متهما رئيس بلدية مكيرة بالوقوف وراء استفحال أزمة العطش بقريتهم، مشيرا إلى أن أعضاء لجنة القرية سئموا من المطالبة بالتدخل وحل الأزمة "في البداية قدّم لنا وعودا بحل الأزمة قبل أن يتراجع عن وعوده"، ويضيف "الآن أصبح يرفض استقبالنا في مكتبه ويتهرب من مسؤولياته". واستنكر بشدة عضو لجنة قرية آث مسعود الغياب المتعمد لرئيس البلدية المنتمي لحزب الأفلان عن مكتبه ليومين متتاليين بسبب عدم مقابلة ممثلي سكان هذه القرية "هو يتهرب من المسؤولية، ونحن قررنا غلق مقر البلدية ولن نرفع الاحتجاج إلا إذا حصلنا على استجابة ملموسة على مطالبنا". وفي هذا الصدد، صرح محدثنا أن سكان القرية يطالبون بضرورة ربطهم بماء سد كودية أسردون من ولاية البويرة على غرار قرى الناحية الجنوبية للولاية، وضرورة إنجاز خزان مائي بقريتهم يضمن لهم ماء الشرب، وكذا تعبيد طريق قريتهم، مهددين بتصعيد الاحتجاج في حالة التماطل في تجسيد مطالبهم. يذكر أن بلدية مكيرة شهدت، خلال الأسبوعين الأخيرين، العديد من الحركات الاحتجاجية بغلق مقر البلدية من طرف عدة قرى للمطالبة بماء الشرب، وآخر احتجاج كان من طرف 5 قرى وهي إمعاندن، إمليكشن، محنوش، ثالة زيزت وبوحاج بعد انقطاع المياه عن حنفياتهم لمدة أكثر من 3 أشهر.