يسجل بمدينة سكيكدة منذ حلول شهر رمضان اختناق كبير في حركة المرور مما صعب التنقل داخل النسيج الحضري سواء بالنسبة للمركبات أو الراجلين. ويمتد هذا الاختناق على حوالي 5 كلم ابتداء من حي 20 أوت 1955 ومرج الذيب بجنوب المدينة مرورا بحي الممرات ومدخل مدينة سكيكدة بالقرب من محطة المسافرين إلى غاية ساحة "أول نوفمبر 1954" الشهيرة ب "لابلاص" شمالا بالقرب من ميناء سكيكدة. ويشتد اختناق الحركة المرورية خاصة عبر الشارع الرئيسي ديدوش مراد أو طريق الأقواس وذلك على مدار اليوم، حسب ما لوحظ. وما يزيد الطين بلة كون المركبات تصطف على حافتي طريق الأقواس وسط المدينة دون حراك لمدة طويلة رغم أن هذه الطريق ضيقة ولا تستوعب هذا الكم الهائل من المركبات ما يعرقل حركة المرور خصوصا في فترة بعد الظهر عندما يشرع الكثير من السكان في الذهاب للتسوق وسط المدينة في ظل الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة وكذا معدل الرطوبة. ويرجع بعض السكان هذه الحالة إلى تزايد حظيرة السيارات، حيث فاق عدد سيارات الأجرة التي تعمل وسط المدينة 1000 سيارة في ظل بقاء النسيج العمراني للمدينة الذي يعود تاريخ إنشاؤه إلى الحقبة الاستعمارية على حاله دون إجراء أية عمليات توسعة عليه. من جهتها، أفادت مصالح مديرية النقل بالولاية أنها بصدد إجراء دراسة لمخطط نقل جديد من المتوقع أن يدخل حيز التنفيذ "قبل نهاية السنة الجارية". كما تشهد من جانب آخر، أحياء وسط المدينة على غرار "السويقة" والسوق المغطاة المعروفة بكثرة الباعة الفوضويين الذين يصطفون على حافتي الطرق وفوق الأرصفة هي الأخرى شللا كبيرا في حركة سير المارة الذين يفضلون قضاء احتياجاتهم من هذا الفضاء بالذات نظرا لانخفاض الأسعار مقارنة بتلك المطبقة بالمحلات التجارية الأخرى. كما أنها أصبحت لا تطاق وعكرت صفو حياة السكان خلال هذه الأيام الرمضانية على حد تعبير كريمة، (55 سنة) تقطن بحي "السويقة" حيث قالت "إن الأصوات المرتفعة للباعة منذ الساعات الأولى من اليوم وحتى اقتراب ساعة الإفطار وكذا الكم الهائل للمواطنين أصبح يمثل إزعاجا حقيقيا لسكان كل وسط المدينة". وعلى الرغم من أن تجارة حواف الطرقات والأرصفة قد أثلجت صدور الكثير من المواطنين بسبب انخفاض الأسعار نسبيا مقارنة بالأسواق الشرعية والمحلات التجارية، فإن الكثير من السكان يدقون ناقوس الخطر ويدعون إلى القضاء على هذه المظاهر التي يرون بأنها شوهت صورة المدينة.