قالت الأممالمتحدة، أول أمس الخميس، إن حصيلة أعمال العنف في العراق بلغت 3383 قتيل وجريح خلال شهر جويلية، مشيرة إلى أن هذه الحصيلة هي الأكثر دموية في البلاد منذ أكثر من خمس سنوات. وكانت إحصائية رسمية صدرت عن الحكومة العراقية كشفت عن مقتل وإصابة 2556 شخص في البلاد خلال الشهر ذاته. ويشهد العراق منذ أشهر سلسلة تفجيرات مكثفة بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة، أسفرت عن مقتل وإصابة المئات، غالبيتهم من المدنيين بهجمات وصفت بأنها الأعنف منذ سنوات. وأظهرت أرقام وزارات الدفاع والداخلية والصحة في بيان مشترك، تلقت سكاي نيوز عربية نسخة منه، "مقتل 989 شخص في البلاد خلال شهر جويلية الماضي، وهو أعلى معدل رسمي لقتلى أعمال العنف في شهر واحد منذ أفريل عام 2008". وحسب هذه الأرقام الرسمية "قتل 921 مدني وعنصر أمن، وأصيب 1567 بجروح في هجمات متفرقة، فيما قتل 68 مسلحا، علما بأن 1428 شخص، بينهم 355 مسلح قتلوا في أفريل عام 2008، وفقا لأرقام الحكومة أيضا". وقال المتحدث باسم عمليات بغداد ووزارة الداخلية، العميد سعد معن، إن" تنظيمات القاعدة الإرهابية والجماعات المسلحة المتحالفة معها، تحاول من خلال تكرار التفجيرات الدامية جر البلاد إلى اقتتال طائفي من خلال استهداف مناطق شيعية في يوم ومناطق سنية في يوم آخر". وأضاف لسكاي نيوز عربية "القيادات الأمنية وضعت خطة لحماية المدنيين عبر عدة محاور بدء تنفيذها منذ الإثنين الماضي، مشيرا إلى أن الخطة تعتمد على العنصر الاستخباري والمعلومة المسبقة". من جهته، أكد المحلل السياسي حسين درويش العادلي وجود ترابط واضح بين ما يجري من أعمال عنف في العراق وسوريا ولبنان، واعتبر أن الصراع الإقليمي تتم تصفيته في هذه الدول. كما أشار إلى أن المواجهة المسلحة بين الحكومة العراقية وبين التنظيمات المسلحة بكل أشكالها لا يمكن أن تحسم وفق الخطط الحالية التي تطبقها عمليات بغداد، التي تحتاج، وفق رأيه، إلى مراجعة شاملة في اختيار قادتها العسكريين والأمنيين وضرورة الفصل بين الإثنين وبين مهام كل واحد منهما لتأمين الحدود والداخل العراقي في العاصمة والمحافظات. واعتبرت النائبة عالية نصيف عن "الكتلة الحرة"، أن المشكلة لا تتعلق فقط بالجيش والشرطة بل هناك أطراف سياسية متورطة في عملية دعم الجماعات المسلحة و«هذا هو أساس المشكلة". وأوضحت: "طالما لجأ هؤلاء إلى ترجمة الخلاف السياسي إلى أعمال عنف، ولهذا فالمشكلة عصية على الحل طالما أن الوسط السياسي يعمل على تأزيم الوضع الأمني. وكانت آخر التفجيرات الدامية التي نفذت في 4 محافظات عراقية أوقعت الإثنين الماضي ما يزيد عن 50 قتيلا، وجرح أكثر من 200 آخرين بانفجار 18 سيارة مفخخة في مناطق متفرقة من بغداد وفي محافظات واسط والمثنى والبصرة.