شهد العراق والعاصمة بغداد على الخصوص في الآونة الأخيرة انفلاتا امنيا وأعمال عنف خلفت مئات القتلى والجرحى على غرار الخلافات السياسية وذلك تزامنا مع الذكرى العاشرة لغزوها بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية فيما تتواصل الدعوات للفرقاء إلى تبني الحوار والتفرغ إلى التحديات التي تواجها البلاد. وأعلنت مصادر أمنية اليوم مقتل سبعة أشخاص من بينهم ثلاثة من رجال الأمن فيما أصيب21 من بينهم 5 شرطيين في حوادث عنف متفرقة بمحافظتي نينوى وصلاح الدين. كما قتل عراقي وأصيب 7 آخرون من بينهم 6 عسكريين بجروح في سلسلة هجمات مسلحة بمحافظة صلاح الدين بشمال بغداد اليوم حسب ما أعلن مصدر في الشرطة العراقية بالمحافظة. وقد أعلنت السلطات العراقية المختصة اليوم حصيلة جديدة لضحايا الهجمات التي شهدتها بغداد وعدد من محافظات البلاد أمس حيث بلغ عدد الضحايا (280) شخصا بين قتيل وجريح واستخدمت في الاعتداءات (25 ) سيارة مفخخة تركزت معظمها في بغداد بالاضافة إلى تفجير عبوات ناسفة وأحزمة ناسفة وعمليات اغتيال طالت مدنيين ومرشحين للانتخابات المحلية والقوات الأمنية في محافظات (الانبهار ونينوى وكركوك وبابل وصلاح الدين). وفي نفس السياق كشف تقرير صادر عن منظمة "ايراك بادي كاونت" البريطانية نشر مؤخرا مقتل ما لا بقل عن 112 ألف مدني في العراق منذ الغزو الأمريكي-البريطاني للبلاد في العام 2003 وذكر التقرير أن "ما بين 112 ألفا و17 مدنيا و122 الفا و438 مدنيا قتلوا على مدى عشر سنوات في أعمال العنف المتواصلة في العراق فيما بلغ مجموع من قتلوا ومن ضمنهم المقاتلين والعسكريين نحو 170 ألف شخص". وأشار التقرير إلى أن "بغداد كانت على مدار السنوات العشر الماضية ولا تزال المنطقة الأكثر خطورة في البلاد حيث قتل فيها نحو 48 بالمائة من العدد الإجمالي للضحايا". ووفقا للمنظمة فإن "معدلات العنف لا تزال مرتفعة في العراق حيث يقتل كل عام بين أربعة وخمسة آلاف شخص وهو ما يعادل تقريبا عدد الجنود الأجانب الذي قتلوا في العراق منذ 2003 والذي قدربأربعة آلاف و804 جنود". وحسب إستطلاع للراي نشر اول أمس الإثنين بمناسبة الذكرى العاشرة لغزو العراق فقد اعتبر أكثر من نصف الأمريكيين أوما قارب (53 %) منهم أن الولاياتالمتحدة أخطأت في ارسالها قوات للقتال في العراق . وعلى خلفية تزايد اعمال العنف و الانسداد الذي تعرفه الساحة السياسية أكدت السلطات الامنية العراقية أنها لن تحيد عن مسؤولياتها في مكافحة الارهاب و التصدي له مشددة على أن جهود الأجهزة الأمنية المتواصلة قد احبطت العديد من هجمات الإرهابيين رغم تمكنهم من تحقيق خروقات أمنية متعددة معلومة الأسباب. و قالت وزارة الداخلية العراقية في بيان لها "أن الارهاب استغل الازمة السياسية و استفاد من أجواء الاعتصامات و التحريض السياسي و الطائفي و الإعلامي المتواصل لينفذ هجماته ". - العديد من الدول تعرب عن قلقها وتدعو إلى الوحدة لمواجهة التحديات- واعربت العديد من الدول عن "قلقها"من التوتر السياسي والحوادث الأمنية في العراق ودعت الفرقاء إلى الاحتكام إلى الحوار حتى تكون البلاد في مستوى التحديات التي تواجهها. ونددت الولاياتالمتحدة بشدة بالهجمات التي وقعت في العراق اليوم وأسفرت عن مقتل 60 شخصا وجرح العشرات مؤكدة أن هذا النوع من الهجمات "يساهم في تمزيق نسيج الوحدة العراقية". وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحفيين " الولاياتالمتحدة تدين بشدة الهجمات الإرهابية التي استهدفت رجالا ونساء وأطفالا أبرياء في أنحاء العراق". ومن بكين أكد متحدث باسم وزارة الخارجية الصينية اليوم أن بلاده "تدين سلسلة التفجيرات الدامية في العراق والتي أسفرت عن وقوع عدد كبير من الضحايا" وتأمل في أن "تتمكن الأطراف المعنية من تعزيز الوحدة من أجل حماية ودعم استقرار وتنمية العراق". وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اعرب في تقرير عن"قلقه"من التوتر السياسي والحوادث الأمنية المتزايدة في العراق داعيا كل الأطراف لحل المسائل العالقة عبر الحوار مؤكدا ان الوضع الأمني في العراق ما "زال هشا" ولا يمكن التنبؤ به بسبب التوترات الطائفية والسياسية. وحث الامين العام الاممي جميع الأطراف على تكثيف جهودهم لإيجاد حل للمسائل السياسية والتشريعية والقانونية العالقة عبر الحوار وبروح المرونة والتسوية. و من جهتها ادانت روسيا بشدة ايضا التفجيرات التي وقعت امس ببغداد وضواحيها وأكد بيان لوزارة الخارجية الروسية "إن موسكو لا يمكن أن تبرر مثل هذه الجرائم " داعية إلى معالجة المشاكل في أطر الدستور وعلى أساس الحوارالوطني. كما ادانت وزارتا الخارجية البريطانية و الاسبانية سلسلة التفجيرات التي شهدتها العاصمة العراقية بغداد واصفين اياها بال"جبانة". فيما أعربت منظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها "الشديدة" للتفجيرات "الإرهابية" بالعراق داعية الشعب العراقي بكل أطيافه إلى "المحافظة على وحدة البلاد والتصدي للأعمال الإرهابية".