ضرب العنف بقوة مجددا في العراق إثر مصرع ما لايقل عن 28 متطوعاً من أفراد الشرطة العراقية وإصابة 20 آخرين في تفجير انتحاري استهدف مقراً لهذه الأخيرة وسط مدينة بعقوبة شمال شرق بغداد· وفجّر انتحاري كان يرتدي حزاما ناسفاً ويقود دراجة بخارية نفسه وسط جمع من هؤلاء المتطوعين أثناء حضورهم دورة تدريبية بقاعدة للشرطة العراقية وسط المدينة· ويأتي هذا التفجير في الوقت الذي استيقظ فيه سكان محافظة صلاح الدين صباح أمس على وقع انفجار سيارة مفخخة أسفر عن مصرع سبعة مدنيين من بينهم طفل وإصابة 16 آخرين· وكان العراق شهد أول أمس يوما داميا بعد مقتل العشرات وإصابة آخرين في أعمال عنف متفرقة طالت أنحاء مختلفة من البلاد· كما يأتي بعدما قام مسلحون مجهولون بخطف عشرة من شيوخ عشائر محافظة ديالي عقب لقاء عقدوه مع أحد مستشاري رئيس الوزراء نوري المالكي اندرج في اطار تنسيق الجهود لمحاربة تنظيم القاعدة·وذكرت مصادر إعلامية أن أحد هؤلاء الشيوخ وجد مقتولا بعد ساعات من عملية الخطف·مثل هذه التطورات الخطيرة والتفجيرات الدامية تتناقض مع تقارير أمنية لقادة سياسيين وعسكريين عراقيين وأمريكيين تفيد بأن وتيرة العنف في العراق في انخفاض مستمر· وأرجعت هذه التقارير ما وصفته بتحسن الوضع الأمني العراقي لاسيما في العاصمة بغداد الى نجاعة الخطط الأمنية التي اعتمدت في الشهور الأخيرة وخصص لها تعزيزات أمنية مكثّفة· من جهة أخرى؛ فإن تفجير أمس تزامن مع عملية تسليم القوات الأمريكية المهام الأمنية في محافظة كربلاء الى نظيرتها العراقية وسط احتفال كبير حضره كبار قادة الجيش الأمريكي والعراقي، إضافة الى رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي· هذا الأخير الذي اعترف أن بلاده تأخرت كثيرا في اعادة بناء قواتها لتتسلم المهام الأمنية من قوات التحالف· وقال المالكي في كلمة له خلال مراسيم تسليم المسؤوليات الأمنية في كربلاء "اسمحوا لي أن أقول إننا تأخرنا كثيرا في بناء قواتنا لأسباب لاأريد استعراضها هنا"· وأضاف: "لابد أن نتحمل جميعاً مسؤولية القدرات العسكرية ولابد أن نتجاوز كل عوامل النقص لتسريع بناء هذه القوات وتوفير السلاح والتجهيز وزيادة القدرة القتالية"· وبذلك تصبح كربلاء المحافظة الثامنة من بين 18 محافظة عراقية التي تسلم مهمها الأمنية للقوات العراقية· وكانت كربلاء شهدت في نهاية أوت الماضي مواجهات دامية بين جماعات مسلحة والقوى الأمنية في مناسبة ذكرى ولادة الامام المهدي أسفرت عن مقتل 52 شخصا وإصابة أكثر من 300 آخرين· للإشارة فإن محافظة البصرة المنفذ الوحيد للعراق على البحر ستكون المحطة القادمة في إطار عملية تسليم المهام الأمنية للقوات العراقية. *