لم يهدأ الشارع العراقي من وقع التفجيرات التي تحصد يوميا العشرات من أبناء الوطن الذي يقبع تحت وطأة الهجمات الانتحارية التي تطبع يوميات العراقيين على اختلاف مشاربهم، ما يؤجج الصراع الطائفي بين أبناء الوطن الواحد ويمزق جسده المنكسر مند عقد من الزمن، الأمر الذي دفع الحكومة العراقية إجراء تعديلات أمنية لاحتواء الوضع. تعيش بغداد أزمة سياسية وأمنية حادة بعد التصعيد الأمني الخطير الذي استهدف مناطق عدة في العراق بتعرضها لهجمات تفجيرية واسعة أدت الى مقتل العشرات خلال اليومين الأخيرين، حيث تعرض موقع للجيش العراقي شمال بغداد لهجوم مفاجئ خلف قتلى وجرحى قتل خلاله 3 مسلحين على الأقل بعد اشتباكات عنيفة حاول خلالها المسلحون الاستيلاء على مقر للجيش لكن هذا الأخير استعاد السيطرة على مقره التابع للفوج الثاني باللواء 22 في حي الرسالة بمنطقة الطارمية،وهو ما نقلته أيضا ”السومرية نيوز” عن مصدر في الشرطة العراقية، فيما تناقلت وسائل الإعلام أن 5 أشخاص على الأقل لقوا مصرعهم وأصيب العشرات في سلسلة تفجيرات هزت صباح أمس طوزخورماتو بمحافظة صلاح الدين ومدينة كركوك، مشيرة الى أن 4 قتلى على الأقل سقطوا وجرح أزيد من 40 آخرين نتيجة تفجير سيارتين مفخختين في المنطقة المذكورة، وقد سجل مقتل وجرح أزيد من 300 شخص خلال التفجيرات التي شهدها العراق أمس الأول في سلسلة هجمات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة في مناطق متفرقة من العراق منها بغداد ، البصرة ومحافظة صلاح الدين. المالكي بصدد إجراء تعديلات في مناصب مسؤولين أمنيين بعد تصاعد العنف بالعراق الأمر الذي دفع الحكومة العراقية الى دراسة إجراء تغييرات في مناصب بعض المسؤولين الأمنيين وكذا الخطط الإستراتيجية المتبعة لتأمين البلاد، وهو ما أعلن عنه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الذي أعلن أن التطورات الأمنية الأخيرة التي تصاعدت خلال اليومين الأخيرين دفعت حكومته لدراسة تغيير في المواقع العليا والمتوسطة والخطط الأمنية، وهو ما درسته جلسة الحكومة لنهار أمس ، كما أقر المالكي بخطورة الأوضاع الأمنية التي تعيشها بلاده وانعكاسات ذلك على الاستقرار المجتمعي الذي تغذيه الفتنة الطائفية، مشيرا الى أن هذه الأخيرة ترتبط بمعطيات خارجية. كما أعلن رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي أمس عن نيته الدعوة الى عقد مؤتمر وطني للخروج من الأزمة السياسية التي تعصف بالبلاد منذ عدة أشهر، وقال النجيفي خلال مؤتمر صحفي عقده بمبنى مجلس النواب أنه سيدعو لعقد مؤتمر وطني في مجلس النواب لبحث سبل تجاوز الأزمة السياسية والتخفيف من حدة الاختلافات والاحتقان الموجود بالساحة العراقية، وأضاف أن الدعوات الى تشكيل الأقاليم هو أمر دستوري والاستفتاء الشعبي وحده من يقرر ذلك، كما اتهم النجفي رئيس الحكومة نورى المالكي بتحريض النواب على عدم حضور جلسات البرلمان وخرق الدستور وهو ماض بالاستخفاف بدماء الشعب وغير مبال بالفاجعة التي ابتلى بها العراق.