كشفت صحيفة "كورييرا ديلاسييرا" الإيطالية، أمس الثلاثاء، عن حقائق جديدة تتعلق بفضيحة "سوناطراك 2" التي تورط فيها كل من وزير الطاقة والمناجم السابق شكيب خليل ومستشاره فريد بجاوي. ونقلت مواقع إلكترونية إخبارية، عن الصحيفة المشار إليها، أن التحريات عرفت وتيرة أسرع في إيطاليا بشأن أموال دفعتها شركة "سايبام" الإيطالية ل "مسؤولين" جزائريين. وقالت الصحيفة الإيطالية إن قاضي التحقيق الإيطالي "ألفونوسا فيرارو" قام بإعادة تمثيل مسار الشركة الإيطالية، المشار إليها، في الجزائر وذلك بالاعتماد على تصريحات الرئيس السابق للشركة "توليو أور سي" الذي استفاد من وضع "تائب" في هذه القضية. وحسب الصحيفة الإيطالية المشار إليها، فإن الأمر يتعلق، إجمالا، بسبعة عقود تصل قيمتها إلى 8 مليارات أورو حصلت عليها الشركة الإيطالية المشار إليها وذلك مقابل عمولات، ما بين سنتي 2007 و2010، تعادل أجزاءا مئوية من مبلغ العقد، حيث وصلت قيمة هذه العمولات والرشاوى إلى 197 مليون دولار تم دفعها لقاء خدمات "وساطة وهمية" من طرف مؤسسة "بيرل بارتنرز المحدودة" كانت موجودة في "هونغ كونغ" يديرها الجزائري سمير أورايد ولكنها في الحقيقة ملك لفريد بجاوي البالغ من العمر 44 سنة والحاصل على جواز سفر فرنسي والمقيم في دبي، حيث كان يطلق عليه اسم "الشاب" من باب تمييزه عن "الشيخ" الذي لم يكن في الواقع سوى الإسم الذي يطلق على شكيب خليل، وفق ما نقلته ذات الصحيفة الإيطالية عن وقائع التحقيق. وقدم مدير العمليات السابق في شركة "سايبام" بييترو فارون اعترافات مهمة، أسابيع قبل اعتقاله بموجب تداعيات هذه القضية، وذلك بداية من كون "فريد بجاوي ومؤسسة بيرل بارتنرز هما وجهان لعملة واحدة" كما أشار فارون، وفق ما نقلته الصحيفة، بأن فريد بجاوي قد أبلغه بأنه "كان يعطي أموالا لشكيب خليل" الوزير السابق للطاقة والمناجم، كما أضاف بأن الاتصالات التي كانت قائمة مع شكيب خليل بخصوص عقد "منزل لجيمات شرق" تم دعمها على أعلى مستوى في مؤسسة "إيني"، وهي المؤسسة الأم لشركة "سايبام" وبالتحديد من طرف مدير المؤسسة المشار إليها "باولو سكاروني"، وبكون الشخصيات الرئيسية الثلاثة وهم باولو سكاروني وشكيب خليل وفريد بجاوي، قد التقوا عدة مرات في فيينا وميلانو وباريس. وتتحدث الصحافة الإيطالية عن إجراءات قضائية يقوم القضاة حاليا باعتمادها، وقامت، على هذا الأساس، وكيلة الجمهورية في ميلانو بإيطاليا بإصدار أمر دولي بالقبض ضد فريد بجاوي، وإنابة قضائية بخصوص حسابات مالية يملكها هذا الأخير ومقربين منه، ومن بينهم شكيب خليل، في سنغافورة وهونغ كونغ وذلك مقابل أرصدة تصل إلى 123 مليون دولار، ولكن أيضا في بيروت وبنما لقاء أرصدة غير معروفة إلى حد الآن، وفق ما نقلته الصحيفة دائما. وتطرح أيضا عدة تساؤلات حول الدور الذي يكون قد لعبه، ضمن هذا الديكور، الرئيس المدير العام السابق لمجمع "سوناطراك" محمد مزيان وذلك من باب أنه يكون، وفق الصحيفة، قد استفاد من أسفار ورحلات إلى إيطاليا "متبلة بمائة ألف دولار"، في حين أن نجله يكون قد حصل على عقد استشارة مع "سايبام" بقيمة 10 آلاف أورو شهريا، كما أن مدير الديوان للرئيس المدير العام السابق ل "سوناطراك"، محمد رضا الهامش، يكون قد تلقى عمولة غير قانونية تصل إلى قرابة 2 مليون دولار وفق الصحيفة الإيطالية الشهيرة دائما.