التحقيقات الإيطالية في فضيحة إيني-سوناطراك تكشف: وساطة شكيب خليل.. وصداقة فريد بجاوي ضرورية للاستثمار في الجزائر محمد سيدمو ذكرت مصادر إعلامية أجنبية، أن القضاء الجزائري بصدد إصدار مذكرة توقيف في حق وزير الطاقة السابق شكيب خليل، للرد على الاتهامات الموجهة إليه بالضلوع في قضايا فساد، خاصة بعد المعلومات التي وصل إليها محققون إيطاليون بخصوص عمولات ورشاوى لشركة إيطالية في الجزائر. هذا وكشفت مصادر إعلامية إيطالية أن المدير السابق للشركة الإيطالية سايبام الجزائر، توليو أورسي، هو من سرب المعلومات لقاضي التحقيق في ميلانو، حول فضائح الرشوة التي قدمتها شركته لمسؤولي سوناطراك بغرض الحصول على عقود الطاقة في الجزائر. وأشارت صحيفة “إل موندو" الإيطالية، إلى أن مدير سايبام الجزائر السابق، يتعاون منذ مدة مع القضاء الإيطالي، الذي يحقق في فضيحة رشاوى ضخمة، تصل قيمتها 197 مليون أورو، قدمها مسؤولو شركة إيني وفرعها سايبام، لمسؤولين جزائريين من مجمع سوناطراك، وحصلوا على إثرها على عقود متنوعة، بقيمة 11 مليار دولار في قطاع الطاقة بالجزئر. وأفادت الصحيفة أن توليو أورسي غادر الجزائر مسرعا باتجاه إيطاليا، فور تفجر فضيحة سوناطراك الأولى، في بداية 2010، حتى يتجنب خضوعه للمساءلة من قبل السلطات الجزائرية، وقد أدى تعاونه مع القضاء الإيطالي، الذي باشر التحقيق في القضية في سنة 2011، إلى اكتشاف تورط باولو سكاروني، مدير مجمع إيني الذي يستحوذ على 49 بالمائة من أسهم سايبام، في القضية. وأوضحت “إل موندو"، استنادا للتحقيقات في الفضيحة الجارية حاليا في ميلانو، أن “امتلاك علاقات صداقة مع فريد بجاوي ابن شقيق وزير الخارجة الأسبق، محمد بجاوي، تعد أمرا ضروريا وأساسيا للعمل في الجزائر"، حيث مرت جميع الرشاوى المحتملة لمسؤولي سوناطراك عبر هذا الوسيط. وحول نفوذ وزير الطاقة السابق شكيب خليل في منح الصفقات والعقود للشركات الأجنبية، كتبت الصحيفة تقول، نقلا عما صرح به مسؤولو الشركات الإيطالية للمحققين، “من أجل الحصول على التأثير في الجزائر، ينبغي المرور عبر وسيط قوي، مثل وزير الطاقة في تلك الفترة شكيب خليل". ووفقا لما تسرب من أوراق قاضي التحقيق في ميلانو، فإن مدير شركة إيني الإيطالية، باولو سكاروني، التقى 5 مرات في أحد الفنادق الباريسية، مع فريد بجاوي نور الدين، مالك شركة الوساطة “بيرلز بارتنرز لميتد" التي يوجد مقرها بهونغ كونغ، وقد حضر إحدى هذه اللقاءات الوزير السابق شكيب خليل، من أجل الحديث عن مناقصة طرحتها شركة سوناطراك في 2006 . وتربط فريد بجاوي نور الدين، علاقة قرابة بوزير الخارجية السابق محمد بجاوي، حيث كشفت بعض المصادر أنه ابن شقيقه، للإشارة، فإن شركة سايبام، فازت بمناقصة إنجاز أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وإسبانيا “ميدغاز" في سنة 2007، وإقامة مصنع لاستخراج الغاز والبترول في حقل “منزل لجمت شرق"، وهو المشروع الذي شرع في الإنتاج مؤخرا بالجزائر، وقدرت تكلفة إنجازه ب2 مليار دولار. وأثار حجم العقود التي فازت بها شركة سايبام ما بين 2006 و2009، شكوكا حول حصولها على امتيازات وتسهيلات من قبل مسؤولين من سوناطراك، حيث وصل حجم الصفقات التي فازت بها مبلغ 6.5 مليار دولار، ويقدر رقم أعمال سايبام حاليا في الجزائر ب 15 إلى 20 مليار دولار. ومن بين الصفقات التي تورطت فيها سايبام مع مسؤولين من سوناطراك، مشروع إنجاز الأنبوب الغازي “جي كا3"، الذي أحيل ملفه على محكمة سيدي امحمد للنظر فيه، ومن بين ثلاثة متورطين في القضية، يوجد ابنا الرئيس المدير العام السابق محمد مزيان .