اعترف المرشح الخاسر سومايلا سيسي الاثنين بهزيمته في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة في مالي وهنأ منافسه إبراهيم بوبكر كيتا على الفوز في انتخابات تهدف إلى وضع نهاية لاضطرابات استمرت أكثر من عام، وسط ترحيب دولي وإشادة بنزاهة الانتخابات. وكتب سيسي في حسابه الرسمي على تويتر يقول "ذهبت أنا وأسرتي وهنأنا السيد كيتا الرئيس القادم لمالي على فوزه، فليبارك الله مالي". وجاء اعتراف سيسي -وهو وزير مالية سابق- بالهزيمة مفاجأة بعد أن قال في وقت سابق الاثنين إن الانتخابات شابها غش وترهيب، لكن مراقبين دوليين ومحليين قالوا إنه على الرغم من مخالفات محدودة فإن العملية ذات مصداقية. وقال مصدر قريب من اللجنة الوطنية للفرز "بعد فرز نحو ثلثي بطاقات الاقتراع، فإن كيتا يتقدم بشكل كبير". وأمام وزارة إدارة الأراضي (الداخلية) خمسة أيام اعتبارا من يوم الاقتراع لنشر النتائج المؤكدة. وكان الكثير من المراقبين قد توقعوا فوز كيتا في الجولة الثانية من الانتخابات التي جرت يوم الأحد بعد أن اكتسح الجولة الأولى في 28 جويلية، عندما حصل على حوالي 40% من الأصوات لبرنامجه الذي يعد بإعادة الأمن بعد انقلاب عسكري في مارس 2012 سمح لمتمردين إسلاميين وانفصاليين بالسيطرة على شمال البلاد. وحصل كيتا على مساندة من 22 من 25 مرشحا خسروا في الجولة الأولى. وهو المرشح الرئاسي الوحيد الذي لم ينتقد الانقلاب العسكري، ويعد المرشح المفضل للجيش. من جانب آخر، قال رئيس بعثة مراقبي الاتحاد الأوروبي لويس ميشل "من حيث المعايير الديمقراطية فإن هذه الانتخابات ناجحة"، وأضاف قائلا إنها انتخابات تسمح لمالي الآن بأن تبدأ إتمام عملية العودة إلى الديمقراطية. كما رحبت مسؤولة الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون الاثنين بسير الانتخابات، معتبرة أنها اتسمت ب«الصدقية والشفافية". وطلب رئيس بعثة مراقبة الانتخابات التابع للاتحاد الإفريقي آدم كوجو من السلطات في مالي الاستمرار في "ضمان مصداقية وشفافية مختلف مراحل الفرز وتجميع النتائج وترتيبها". وانضم مائة مراقب من الاتحاد الأوروبي و150 من دول غرب إفريقيا إلى أكثر من ألفين من مراقبي الانتخابات المحلية. ويأمل دبلوماسيون بأن يعطي فوز كيتا تفويضا قويا للتفاوض على سلام دائم مع متمردي الطوارق بشمال البلاد وإصلاح الجيش ومحاربة الفساد. وقال بيرت كويندرز مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى مالي "هذه كانت مرحلة مهمة في انتقال مالي إلى السلام والمصالحة". وعلى الصعيد الدولي أيضا، أكدت الولاياتالمتحدة الاثنين أنها مستعدة لاستئناف مساعداتها لمالي المعلقة منذ الانقلاب العسكري، وذلك بعد عودة الديمقراطية من خلال الانتخابات الرئاسية. وقد هنأت وزارة الخارجية الأميركية "الشعب المالي على حماسته وانخراطه في هذه الانتخابات"، وكذلك هنأت الحكومة الانتقالية على تأمينها المناخ المناسب للانتخابات.