قلت لحماري التعيس الذي عاد من البحر غاضبا لأنه لم يستمتع كما يجب بعومته التي نُغصت بأشياء كثيرة مزعجة، أيها الحمار يقال إنهم سيقيمون دولة إسلامية عندنا وسنسير كلنا وفقها وأنت أولهم. حكّ حماري جلده وقال.. وهل نحن الآن في دولة كافرة؟ قلت.. طبعا لا ولكن أنت تعرف أتباع التشدد يريدون فرض شروطهم علينا. قال ناهقا.. ياخي انتهى عهدهم وزمانهم. قلت.. لكن هناك منهم من يريد إعادة الكرة خاصة بعد أن شاهدوا بعينهم كيف أن مرسي الإسلامي استطاع أن يحكم مصر ولو لسنة واحدة وأنت تعرف السلطة واعرة ومذاقها مر مثل العسل الأسود. قال ساخرا.. أنا ما نستعرفش وكل ما أعرفه أنني في دولة تحترم تعاليم الإسلام وبعد هذا لا أريد أن أفهم شيئا آخر. قلت.. وإن وصلوا إلى الحكم ماذا ستفعل. قال.. سأقطف النوار الذي سيطرحه الملح. قلت.. أنت تستهزئ بي يا حماري؟ قال بجدية.. أبدا ولماذا أستهزئ أنا أقول لك الحقيقة كما هي وإن وصلوا إلى الحكم فإن ذلك معناه أن الملح نوّر. قلت.. لا تستعجل فكل شيء ممكن يا حماري. قال بسخرية كبيرة.. يا راجل أخزي الشيطان نحن نعيش في دولة مسلمة تحترم تعاليم الدين وتطبقه بيسر ومحبة ولا نحتاج إلى من يضرب بالعصا حتى يفرض نفسه علينا. قلت ضاحكا.. زمن العصا انتهى نحن في زمن الرصاص. قال والنهيق يملأ المكان.. حتى زمن الرصاص انتهى وأنت تعرف كم غرقنا في الدم ويستحيل أن تكرر التجربة عندنا لأن الشعب ببساطة كره منهم ولأنهم أيضا فهموا قواعد اللعبة ولا أظنهم أغبياء على الرغم من شطحاتهم المتكررة عن الدولة الإسلامية.