بقينا ليلة كاملة دون كهرباء هذا ما جعل حماري يقلق ويخرج عن جلده محملا كالعادة الدولة سوء التسيير وسوء التعامل مع المواطن. قلت له ضاحكا.. سنعود إلى أيام بكري على الضوء والشموع. قال ناهقا.. الحرارة يا صديقي هي التي تأكل لحمي وقد تعبت من الحك والصك. قلت.. لست وحدك أيها الحمار التعيس فالبلد كله يعيش تحت الظلام. قال.. أين منجزات الاستقلال التي يتبجحون بها وهم غير قادرين حتى على توفير الإنارة؟ قلت.. التجار رموا الملايير جراء الانقطاعات الكهربائية وأنت مجرد حرارة عالية أصبحت تبكي وتنوح؟ قال ساخرا.. كل شيء يقاس بالمال في هذا البلد وليس هناك اعتبارا للمواطن المسكين الذي لا أحد يهتم به. قلت.. الفائدة كلها في التجار، أما أنت فمجرد حيوان مستهلك.. تعيش عالة على المجتمع دون أن تساهم في تطويره. قال ناهقا.. لا تكفي تحاليلي السياسية التي أفكك فيها حالة البلد؟ قلت.. ومن يهتم لكلامك أيها الحمار اللعين؟ قال والنهيق يملأ المكان.. أنت تستهزئ بي وتقيس كل شيء بالمال وتنسى أن هناك العقل والفكر الذي يسير هذا المال. قلت.. وهل أنت هو العقل المدبر؟ قال ساخرا.. فيما يخص أموري نعم أنا مدبر ولكن فيما يخص غيري لست أفكر في ذلك. قلت.. يبدو أن الحرارة فعلا أثرت فيك وفي نفسيتك وجعلتك حمارا مقرفا.. لم أكن أعلم أنك مثل دجاج الترسيتي تعيش بالكهرباء؟ صاح في من شدة الحرارة وقال.. يا هذا العالم كله يسير بالكهرباء وأنت تريدني أن أصبر على الظلام.. والله كرهت.. كرهت ويبدو أنه لا مخرج لي سوى بركة ماء. قلت.. على البركة يمكنك أن ترمي نفسك في الماء لتريح وتستريح أيها الحمار التعيس.