افتتح معرض تشكيلي بالمركز الثقافي مصطفى كاتب بالعاصمة، أمس، بمشاركة كل من أسماء حمزة فنانة جزائرية خريجة مدرسة الفنون الجميلة، إلى جانب كناني أوسبي بوراندي الفنان الإفريقي القادم من مدينة "بيتغوانزا بريوندي التابعة لدولة رواندا"، وقد اتفق الفنانان على تحديد لمسات الجمال من خلال وضع لمستهما الخاصة وهذا ما ظهر جليا في معظم اللوحات، وسيتواصل المعرض التشكيلي الجزائري الإفريقي إلى غاية ال 10 من الشهر المقبل. أبدعت ريشة الفنان كناني أوسبي بوراندي، القادم من روندا، في عرض أجمل اللوحات التشكيلية المعبرة عن تاريخ وعمق المجتمع الإفريقي العريق بتقاليده وموروثه الثقافي الأصيل، حيث فضل الفنان أن يسافر بالحضور إلى أقصى الجنوب الإفريقي من خلال تقديم لوحات متفاوتة الجمال لكن بلمسة إفريقية بحتة وهذا ما التمسناه جليا ونحن نتصفح أروقة مصطفى كاتب، التي كانت تشيع بالألوان الإفريقية الحارة الدالة على الأمل والمجهول في آن واحد، إلى جانب ذلك فإن الفنان أوسبي تعمد من خلال تشكيلته الجمع بين الأعمال الفنية المرتبطة بالفكر والثقافة الخاصة بالمجتمع الإفريقي، حيث ظهر ذلك في ملامح بعض اللوحات التي أبرزت مدى تشبث الفنان بمورثه الثقافي الذي يعتبره جزءا من ذاكرة شعبه، فمثلا في اللوحة التي جاءت بعنوان "les femme burundaise" كشف الفنان بصدق عن الجرأة والقوة التي تتمتع بها المرأة بمجتمعه، حيث وصفها بمنبع الطاقة والحكمة، كما تفننت ريشة بوراندي في الغوص إلى عمق مدينته ليكشف لنا عن الجمال الإفريقي الذي تتمتع به النسوة هناك وهذا ما أبرزه في لوحته المعنونة "les modèles africaines". أما الفنانة أسماء حمزة، فهي الأخرى أبدعت من خلال تشكيلتها، حيث قدمت للحضور مزيجا فنيا رائعا خاصة لما مزجت بين العصرنة والتراث الجزائري لتنسج بدورها خطوط متقاربة متفاوتة الإبداع وهذا ما جسدته في لوحتها "نظرة السلام" وكذا لوحة "خطوات السعادة". كما أن الشيء الملفت في لوحات الفنانة أسماء حمزة، أنها تناولت في إحدى لوحاتها ما يجري من أحداث مريرة ببعض الدول من العالم العربي، حيث قامت بالكشف عنه من خلال ألوانها القاتمة، حيث تحدثت عن الأوضاع الدموية بحسرة وحرقة وألم.