اُفتتح برواق ديدوش، مؤخرا، معرض تشكيلي للفنان سعيداني محي الدين، يضم أكثر من 21 لوحة تنوعت بين الواقعية والتكعيبية والسريالية، وستدوم التظاهرة الفنية التي شهدت حضورا متنوعا لمختلف الفئات إلى غاية 30 أفريل الجاري. تنوعت اللوحات المتواجدة بالمعرض بتنوع الأفكار التي تحملها ريشة الفنان محي الدين سعيدي الذي قضى عمره في خدمة الفن الراقي، فالمتمعن للوحاته يدرك أن هذا الفنان يتمتع بريشة ذواقة لكل ماهو أصيل، كما أن الإحساس والشعور الصادق الذي يتمتع به الفنان يحعلك تدرك أنه صادق تجاه عمله وريشته وألوانه، وكل ما هو شيء جميل بالكون .أما الشيء الذي لفت انتباهنا ونحن نتصفح أروقة المعرض، هو ذلك المزج بين الأصالة والمعاصرة في لوحاته .فالفنان سعيدي حاول من خلال ريشته تحويل الأشياء الصامتة والجامدة إلى أشياء حية تكاد أن تنطق وتعرف بحالها وهويتها وجمالها البسيط للجمهور. إلى جانب ذلك، فإن هذه اللوحات استطاعت ببريقها أن تخرج عن المألوف وتدخل المشاهد عنوة في حوار مفتوح إلى جانب اللوحات .من جهته، تمكن الفنان بأشكاله المتعددة وألوانه المتناسقة أن يرحل بالحضور إلى الزمن الجميل، حيث استحضر معظم المناطق الجزائرية الزاخرة بإرثها الثقافي والجمالي، انطلاقا من منطقة جرجرة ذات الطبيعة العذراء، مرورا بأزقة القصبة العاصمية صاحبة الإرث التاريخي الذي تفتخر به الجزائر، ووصولا لمدينة جانت الصحراوية ذات الجمال الساحر .إذن، فلوحات الفنان رغم جمالها البسيط، إلا أنها تحمل جمالا خارقا، فكل لمسة توحي بأن الفن لا يزال بخير بالجزائر، وهذا رغم العراقيل وقلة الفضاءات التي يشكي منها الفنانون، وفعلا نجح محي الدين سعيدي في إيصال أكثر من رسالة في وقت وجيز إلى عشاق الفن الراقي، وهذا ما أثبته في لوحته التي جاءت تحت عنوان ''hommage aux femmes sahraouis''، حيث أن المتمعن فيها يكتشف مدى شجاعة المرأة الصحراوية، فرغم البيئة القاسية إلا أنها تبقى تنسج في أعماقها صورة المرأة القوية الصلبة في حنكتها وتصرفاتها. أما اللوحة الثانية المعنونة ب اKabylieب فهي لا تقل جمالا عن التي سبقتها، فهي تكشف بشفافية عن الجمال الربّاني الذي تتمتع به منطقة القبائل. أما اللوحة التي جاءت بعنوان ''région de Ténès'' فهي الأخرى أوضحت بلمسات جريئة البساطة التي تميز المنطقة عن غيرها من المناطق الجميلة الأخرى بالجزائر .للإشارة، الفنان سعيداني محي الدين من مواليد العاصمة سنة ,1947 خريج مدرسة الفنون الجميلة بالعاصمة، متحصل على شهادة ''art graphique'' من مدينة جنيف، قام بعدة معارض في كل من باريس، الدارالبيضاء المغربية، وكذا الجزائر.