في أول مبادرة من نوعها تصدر من قيادي في الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، منذ عزل الرئيس المصري محمد مرسي، ولا تشترط عودة هذا الأخير للحكم، نشر المتحدث الرسمي باسم حزب "الحرية والعدالة" المصري (الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين) رسالة على البوابة الالكترونية للحزب، تقدم فيها بالاعتذار للشعب المصري على ما أسماه "سوء أداء الجماعة في الحكم، والتوجه للانفراد بالسلطة"، واقترح مبادرة مكونة من ثمانية عشر بنداً للمرحلة المقبلة، دون أن يكون من بينها بند يشترط عودة الرئيس السابق محمد مرسي للحكم.. وهو الشرط الذي ظل الحزب (الحاكم سابقا) وجماعة الإخوان، وما يعرف ب«تحالف دعم الشرعية ورفض الانقلاب" يضعونه كشرط مسبق لقبول أي مبادرة من أي طرف داخلي أوخارجي. وجاءت المبادرة التي وقعها حمزة زوبع، المتحدث الإعلامي باسم حزب الحرية والعدالة، ونشرت على بوابة "حزب الحرية والعدالة" بعنوان "أخطأنا وكذلك فعلتم.. وهذا هو الطريق للعبور بالبلاد من المرحلة الحرجة التي تمر بها". ونصت على أن "من لم يتعلم من أخطائه فهو أحمق، ومن لم يتعلم من أخطاء غيره فهو غبي لا يمكن أن يتعلم أبداً". وأضاف: "من قال إن الاخوان لم يخطئوا؟ ومن قال إن مرسي لم يخطئ؟ قلنا مراراً وتكراراً إننا كحزب وجماعة، كحكومة ورئاسة، أخطأنا، وبينت في سلسلة مقالات أن بناء جبهة وطنية من الطيف السياسي على اتساعه واختلاف توجهاته كان كفيلاً بأن يجعل من ثورة 25 يناير نقطة تحول كبيرة ليس على مستوى مصر، بل على مستوى العالم العربي وربما أجزاء من العالم الغربي". ومضى بالقول: "الخطأ الكبير هو أننا، برغبة أو على غير رغبة، وقعنا في فخ الانفراد بالحكم ولو مضطرين بعد أن تركنا الآخرون برغبة منهم أو مكرهين، لكن المسؤولية عادة ما تقع على من بيده مقاليد الحكم وهو نحن". وأضاف: "أخطأنا نعم، لكننا لم نرتكب جرائم ضد الإنسانية. أخطأنا بكل تأكيد، وواجب علينا الاعتذار للوطن وللمواطنين عن سوء الأداء بعد أن كلفنا بحمل الأمانة ولم نؤدها على النحو المطلوب. ولكن حدثونا عنكم؟ ماذا عن خطاياكم أنتم؟ متى تتوقفون وتسألون أنفسكم السؤال الكبير: ألم يئن أوان التفكير في مستقبل هذا الوطن؟".