تطوّرت المشاجرة التي شهدها البرلمان الأردني قبل يومين إلى إطلاق الرصاص الحي من سلاح أوتوماتيكي تحت قبة مجلس النواب الأردني أمس الثلاثاء، حيث تمكن أحد أعضاء البرلمان من تهريب السلاح إلى داخل الجلسة ومن ثم أطلق النار على أحد زملائه استكمالا لمشاجرة سابقة. وهذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استخدام الأسلحة تحت قبة البرلمان في الأردن منذ تأسيس المملكة، إلا أنها ليست المرة الأولى التي يتمكن فيها أحد النواب من تهريب أسلحة إلى داخل مقر البرلمان، الذي يخضع لإجراءات أمنية وحراسة مشددة، حيث سبق لأحد النواب أن أشهر مسدسه في وجه زميل له، لكنه لم يطلق النار فعلا باتجاهه كما حدث في تطور أمس. وبعد انتهاء الجلسة السرية الخاصة بواقعة إطلاق النار تحت القبة قالت مصادر إعلامية إن الملك عبدالله الثاني استدعى رئيس مجلس النواب سعد هايل السرور إلى القصر للبحث في الحادث وتداعياته. وبثت مواقع إلكترونية محلية في الأردن تسجيل فيديو يُظهر إطلاق النار من قبل النائب طلال الشريف باتجاه النائب قصي الدميسي، وكلاهما كانا طرفا في المشاجرة التي حدثت يوم الأحد الماضي تحت قبة المجلس وتم فيها استخدام الأحذية والأحزمة وتبادل اللكمات والشتائم قبل أن يضطر رئيس الجلسة إلى رفعها، وهو ما تم أيضا اليوم بعد إطلاق الرصاص تحت القبة. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها مصادر إعلامية، فإن أيا من النواب لم يصب بطلقات نارية، بما في ذلك النائب الدميسي المستهدف بهذه الرصاصات. وأثار إطلاق النار تحت قبة مجلس النواب حفيظة أعضاء المجلس وغضبهم، حيث عبّروا عن استياء بالغ بعد عودة الجلسة للانعقاد، وقال أحدهم إن هذه الحادثة تسيء إلى الأردن برمته كبلد، فيما طالب آخرون باتخاذ الإجراءات اللازمة بحق النائب المتورط في الحادثة. وبحسب المعلومات التي وردت، فإن مجلس النواب عقد جلسة خاصة خلال الساعات القليلة المقبلة بحث خلالها فصل النائب الشريف من عضوية المجلس ورفع الحصانة عنه وإحالته إلى القضاء. ويعتبر إطلاق الرصاص الحي في الأردن جريمة "شروع بالقتل"، وهي جناية تصل عقوبتها في الأردن إلى السجن سبع سنوات، إلا أن أعضاء البرلمان يتمتعون بحصانة خلال انعقاد دورات البرلمان، ولا يمكن رفع الحصانة عنهم إلا بموافقة أعضاء مجلس النواب أنفسهم. ومثل هذه المشاجرات تكررت في وقت سابق، كما حدث في إحدى جلسات المجلس عندما أقدم النائب في البرلمان الأردني شادي العدوان على محاولة إشهار سلاحه في قاعة البرلمان، وحاول النائب استخدام مسدسه مع الفوضى التي سادت القاعة احتجاجا على رفع أسعار المشتقات النفطية. ولايزال النائب يحيى السعود البطل الأبرز لمشاجرات البرلمان، حيث نشب عراك بالركل والصفع بينه وبين النائب معتز أبورمان في شهر ماي الماضي. وجاء اشتباك النائبين على خلفية مشاجرة شهدها المجلس قبل أيام بين الدميسي والنائب يحيى السعود، لكن هذه المرة كانت الاشتباكات أكثر خطورة، حينما أطلق النائب طلال الشريف النار من رشاش كلاشنكوف، على النائب قصي الدميسي، من دون أن يتمكن من إصابته. يُذكر أن مجلس النواب الأردني يتألف من أعضاء منتخبين انتخابا عاما سريا ومباشرا وعدد أعضائه بمن فيهم الرئيس 120 عضو. ويستمر الأعضاء لمدة أربع سنوات شمسية تبدأ من تاريخ إعلان نتائج الانتخاب العام في الجريدة الرسمية، وللملك أن يمدد مدة المجلس لمدة لا تقل عن سنة ولا تزيد عن سنتين.