أغار الطيران الحربي السوري أمس الأحد، على أحياء بدمشق وريفها وعلى مدن وبلدات أخرى مخلفا مزيدا من القتلى والدمار. وفي الوقت نفسه، حاولت القوات النظامية مجددا اقتحام معاقل للمعارضة المسلحة في دمشق ومحيطها بدون جدوى. وقالت لجان التنسيق المحلية، إن ما لا يقل عن ثلاث غارات استهدفت صباح أمس، حي برزة بدمشق، الذي تحاول القوات النظامية إخراج مقاتلي المعارضة منه. كما استهدفت غارات متزامنة حيي جوبر والتضامن، مما تسبب في جرح عدد من الأشخاص، حسب لجان التنسيق وشبكة شام. وكان الطيران الحربي السوري قد استأنف قبل يومين القصف المكثف لمعاقل المعارضة بدمشق بعدما تراجع التهديد بضربة عسكرية أمريكية وشيكة ردا على الهجوم الكيميائي، الذي اتّهمت قوات النظام بتنفيذه في ريف دمشق الشهر الماضي. وجرح أيضا مدنيون في قصف جوي ومدفعي على زملكا، كما شمل القصف يبرود والنبك ومعضمية الشام والزبداني، بينما قتل شخص برصاص قناصة النظام في سقبا. وتجددت الغارات أيضا على محافظة درعا مستهدفة المسيفرة وإنخل وعتمان، وكذلك نوى حيث قتلت فتاة، كما توفي شخص في الحارة متأثرا بجراحه جراء قصف سابق وفقا للجان التنسيق وشبكة شام. وبالتوازي مع الغارات الجوية، تعرضت بلدات المزيريب وإنخل وبصرى الشام وداعل والشيخ مسكين لقصف مدفعي، حسب المصدر نفسه. وقال ناشطون إن قصفا جويا ومدفعيا استهدف حي الحويقة بدير الزور وبلدات بريف حماة بينها عقيربات. دوليا، توالى الترحيب بالاتفاق الأمريكي الروسي بشأن نزع الأسلحة الكيميائية السورية، وفيما قال دبلوماسيون إن واشنطن حققت انتصارا بتضمينها استصدار قرار من مجلس الأمن بموجب الفصل السابع في حال انتهاك الخطة، أعلن الجيش السوري الحر رفضه للاتفاق، في حين قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، إن قواتها ما زالت في حال التأهب لأي عمل عسكري محتمل ضد النظام السوري. ورحب الرئيس الأمريكي باراك أوباما بالاتفاق الذي وقعه وزير الخارجية جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف في جنيف، لكنه أشار إلى أنه لا يزال هناك الكثير الذين يتعين القيام به، وقال إن الهدف الرئيسي سوف يكون العمل مع دول أخرى تمتلك حق النقض (فيتو) بمجلس الأمن الدولي للتأكيد على أنه يمكن التحقق من العملية وأنه توجد عواقب حال لم تتعاون سوريا. من جهة أخرى، أعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن أمله في أن يؤدي اتفاق واشنطن وموسكو بشأن أسلحة سوريا الكيمياوية إلى تدمير الأسلحة التي بحوزة الحكومة السورية بالكامل. وجاء ذلك في خطاب ألقاه نتنياهو في القدس بمناسبة الذكرى الأربعين لحرب 73 وقبيل لقائه مع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، الذي وصل إلى إسرائيل في وقت سابق. وأكد نتنياهو أن نجاح الاتفاق الروسي الأمريكي لنزع ترسانة الأسلحة الكيمياوية السورية ستحدده النتائج، مضيفا أن هذا النجاح سيكون اختبارا لقدرة العالم على التعامل مع ملف إيران النووي. وشدد نتنياهو على أهمية القدرة العسكرية لإسرائيل في إقناع الدول المجاورة على توقيع اتفاقات سلام معها. وتأتي تصريحات نتنياهو في الوقت الذي تتواصل ردود الفعل العالمية على الاتفاق الروسي-الأمريكي الذي تلتزم سوريا بموجبه بتسليم أسلحتها الكيمياوية بحلول منتصف 2014. فقد رحبت فرنسا بالاتفاق ووصفته على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس، بأنه "خطوة أولى مهمة". وفي سياق منفصل، انتخب الائتلاف الوطني السوري المعارض أحمد طعمة الخضر لمنصب رئيس الحكومة المؤقتة للمعارضة السورية خلفا لغسان هيتو، الذي استقال في جويلية الماضي من دون تشكيل حكومة. وقد حصل الخضر على 75 صوتا من أصل 97 صوتا ممن اشتركوا في التصويت من أعضاء الهيئة العامة للائتلاف. ويتحدر الخضر، البالغ من العمر 48 عاما، من محافظة دير الزور القريبة من الحدود العراقية شرقي سوريا.