أعربت موسكو اليوم الاثنين عن "قلقها" مما ينشر من تصريحات رسمية أميركية عن "تدخل عسكري" في سوريا بعد أحداث الغوطة الشرقية و"مزاعم" استخدام الحكومة للسلاح الكيميائي وفق ما أعلنت عنه مصادر اعلامية. ونشرت وزارة الخارجية الروسية اليوم بيانا على موقعها على الأنترنت ذكرت فيه أن "وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي جون كيري أن احتمال حدوث تدخل عسكري في سوريا سيكون له عواقب وخيمة بالنسبة للشرق الأوسط وشمال افريقيا" مشيرا إلى "زعزعة الاستقرار المستمرة في كل من العراق وليبيا". وأضاف البيان أن "الانطباع السائد هو أن بعض المجموعات بما في ذلك تلك التي تدعو بشكل متزايد لتدخل عسكري في سوريا تحاول علنا إلغاء الجهود الروسية الأميركية في الأشهر القليلة لعقد مؤتمر دولي للتوصل إلى تسوية سلمية للأزمة السورية (جنيف 2)". وتابع أن ما يثير حالة من الارتباك هي "تأكيدات" البعض على "صلة" الحكومة السورية باستخدام أسلحة كيميائية في الغوطة الشرقية و"مزاعم" استخدام السلاح الكيميائي تبعث على "الدهشة". وأشار بيان الخارجية الروسية الى أن "الجانب الروسي يدعو الولاياتالمتحدة إلى الامتناع عن استعمال القوة ضد دمشق وعدم الانجرار إلى الاستفزازات والسعي لخلق ظروف طبيعية لبعثة الأممالمتحدة المتواجدة في سوريا لتتمكن من القيام بتحقيقات موضوعية وغير منحازة". وأكدت حكومة روسيا أن "كيري وعد لافروف بإجراء مراجعة دقيقة للموقف الذي أبلغه به". واتفق الوزيران على "البقاء على تواصل في المستقبل القريب حول مختلف أوجه الأزمة السورية". ورحبت موسكو أمس الأحد بسماح دمشق للمفتشين الدوليين بالتحقيق في الاستخدام المفترض لأسلحة كيميائية في سوريا محذرة من أن أي تدخل عسكري ضد سوريا سيكون "خطأ مأساويا". وأعلنت وزارة الخارجية السورية موافقة دمشق على السماح لمفتشي الأممالمتحدة بالتحقيق في إدعاءات إستخدام الأسلحة الكيميائية يوم 22 أوت الجاري في ريف دمشق مؤكدة أن الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ "فورا". واتهمت دول وأطياف معارضة السلطات السورية بأنها قصفت معضمية الشام بريف دمشق (غربا) وبلدات بالغوطة الشرقية بريف دمشق بغازات سامة فجر يوم الأربعاء الماضي ما أدى إلى سقوط مئات القتلى في وقت تستمر فيها معارك بين الجيش ومسلحي المعارضة في بعض من هذه المناطق فيما "نفت" مصادر رسمية استخدامها لهذه النوعية من الأسلحة كما نفت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة "الاتهامات". ويتواجد حاليا في دمشق فريق البعثة الدولية للتحقيق في استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا حيث من المزمع أن يحقق خلال الزيارة في 3 مواقع يشتبه باستخدام أسلحة كيماوية فيها في حين وصلت ممثلة الأممالمتحدة العليا لنزع الأسلحة أنجيلا كين يوم السبت إلى سوريا لبحث سبل إجراء تحقيق عن "الهجوم الكيماوي"بريف دمشق.