رحلة على أنغام لطفي دوبل كانون بدأت رحلة ''الجزائر نيوز'' في مرافقة أنصار ''الخضرا'' انطلاقا من مدينة عنابة باتجاه الحدود الجزائريةالتونسية، على وقع أنغام لطفي التي تزيد من حماس العنابيين ''ام جاوا أم جاوا أولاد سيدي إبراهيم'' التي أذاعتها مجموعة من الأنصار باستعمال مكبر صوت في السيارة التي كانت تقلهم إلى تونس للعبور نحوها إلى القاهرة، ومن حسن الحظ أن سفرهم تزامن وانطلاقتنا لتغطية هذه الخرجة العنابية الحماسية، حيت كانت تستوقفنا مجموعة من الأنصار في كل قرية من القرى المتواجدة عبر كامل الشريط الحدودي، الشط، القالة، السبعة، بريحان، أم الطبول نقطة المراقبة الحدودية التي تبعد عن عنابة بحوالي 120 كم عن عنابة· أم الطبول بوابة عبور العنابيين إلى القاهرة بمجرد وصولك إلى الحدود الجزائريةالتونسية بمركز أم الطبول، يشد انتباهك الأعراس التي يقيمها الأنصار بداخل المركز وخارجه، في انتظار الانتهاء من إجراءات سفرهم، والذين يتوافدون بالعشرات من مدينة عنابة ابتداء من السادس من الشهر الحالي بمجموع 200 شخص، تتراوح أعمارهم من عشرين إلى أربعين سنة، وتتوفر فيهم الشروط والإجراءات التي تفرضها التأشيرة المصرية لقبولهم بما فيها ضرورة حيازتهم على تذكرة المباراة التي يتحصلون عليها من الوكالات السياحية التي تنظم أسفارهم، وهذا حسب تأكيدات نائب مركز الحدود، حيث أن هناك عدة مسافرين ينتقلون بطرقهم الخاصة دون حصولهم على التأشيرة أو التذكرة أملا في الحصول عليها من طرف القنصلية المصرية بتونس، وهو احتمال ضعيف، يضيف المتحدث ذاته· مهمة مركز أم الطبول هي مراقبة الوثائق التي تثبت الهوية، جواز السفر، المركبة، أما التأشيرة وضرورة حيازة التذكرة فليستا من اختصاصهم بل يطالبون بها بالمركز الحدودي الليبي المصري ''السلوم'' مع عدم تسجيل أي رفض أو رجوع للأشخاص الذين سافروا من هذه النقطة الحدودية بما يعني أنهم تمكنوا من الدخول الأراضي المصرية، علما أن السلطات الليبية تفرض على كل جزائري رسم الدخول المقدر ب 12000 دج، يضيف المصدر· كما يؤكد رئيس مصلحة شرطة الحدود أن الأنصار المسجلين البالغ عددهم 200 شخص سافروا برا من أم الطبول إلى القاهرة دون احتساب الأنصار الذين يعبرون المركز ثم يواصلون رحلتهم بالطائرة انطلاقا من مطار قرطاج الدولي بتونس، وهو ما يعادل ضعف المسافرين برا، بالإضافة إلى المسافرين عبر مراكز حدودية أخرى من العيون، طاورة وتبسة· إجراءات المراقبة وتكاليف السفر حسب تأكيدات طالب فيصل مدير وكالة سياحية، الذي التقته ''الجزائر نيوز''نيوز بمركز العبور، فإن إجراءات مراقبة الجوازات وغيرها تمت في ظروف حسنة ولم تستغرق نصف ساعة لحوالي من عشرين إلى خمسين مسافر يوميا· وعن تكاليف السفر، أكد طالب أن الوكالة راعت ظروف الأنصار الذين أغلبهم من الطلبة والبطالين، وهذا بالنظر إلى طبيعة الخدمات الموفرة، حيث سيقيمون بفندق أوربا بالقاهرة أربع نجوم مع ضمان الإفطار الكامل وضمان تذكرة المقابلة لتصل التكاليف إلى 53000 دج للشخص الواحد، ويضيف المتحدث ذاته أن الوكالة ستنظم السفر إلى جنوب إفريقيا في حالة تأهل ''الخضر''· القاهرة هي وجهة ''الحرافة'' العنابيين بدلا من سردينيا عدد كبير من الأنصار التقتهم ''الجزائر نيوز'' لم يحصلوا على التأشيرة إلى القاهرة، ورغم ذلك مصرون على الذهاب والدخول إلى الأراضي المصرية مهما كلفهم الثمن رغم المسافة الكبيرة التي سيقطعونها من عنابة إلى القاهرة، والتي تفوق أربعة آلاف كم بمعدل 54 ساعة سير دون انقطاع ومع سائق محترف يعرف الطريق جيدا، وقد أكد لنا أحد الأنصار أن مجموعة من أصدقائه وصلوا القاهرة بعد حصولهم على التأشيرة من تونس، وهم يعولون كثيرا على القنصلية المصرية هناك يبقى الإشكال فقط في عدم تمكنهم من الحصول على التذكرة التي كانت بعدد محدد، وقد تحوّلت أغنية ''الحرافة'' التي يذكر فيها اسم سردينيا إلى ''حرفة'' مصرية من أجل ''الخضرا''، على حد تعبير أحد المناصرين· الأنصار: ''ماناش خايفين'' من خلال الحديث مع الأنصار حول الظروف التي يمكن أن تصادفهم في القاهرة، خاصة وأن المصريين يحاولون العزف على الوتر الحساس لنقطة ضعف الجزائريين التي تعتبر ميزة وليس عيبا في المواقف المتعلقة بالقضايا المصيرية التي تمس الشرف والسيادة الوطنية، حيث أبدى الأنصار العنابيون وبعض الوافدين من الولاياتالشرقية المجاورة كالطارف، فالمة وسكيكدة أنهم على استعداد ومحضرين نفسيا لتحمل أي ضغط أو محاولة استفزاز من طرف المصريين، مرددين مقطعا من أغنية فرقة ''ميلانو·· ماناش خايفين··'' وكلهم ثقة في العودة من الديار المصرية بالفوز ولا بديل إلا الفوز، كما أبدى البعض منهم استعداده للخوض في معارك كلامية وحتى جسدية إذا اقتضى الأمر، لأن الجزائري معروف بنخوته وكرامته التي يرفض أن تمس، وسندخل ملعب القاهرة مرفوعي الرأس· في حين لمحنا بعض من سمات الخوف والقلق بادية في وجوه بعض الأنصار الذي انفرد أحدهم ب ''الجزائر نيوز'' ليصرح لها قائلا: ''لا أخفي عليكم سأدخل الملعب بمفردي وسأخفي العلم الوطني تحسبا لأي عواقب سلبية· ومهما كانت الظروف والضغوطات، فالحذر مطلوب والخوف من طبيعة البشر، لكن إذا خفنا فلا يجب أن نخاف كثيرا -يقول أحد الأنصار- من متقاعدي الجيش الذي يصر على تحدي المصريين في عقر دارهم والجلوس بجانبهم بالعلم الوطني· فرحة غير معلنة لدى أعوان شرطة الحدود والجمارك رغم ما يفرضه الزي الرسمي من صرامة وجدية إلا أن أعوان الشرطة الذين اقتربت منهم ''الجزائر نيوز'' تمنوا لو شاركوا الأنصار فرحتهم بالرقص والغناء، فقد أثاروا فيهم روح الوطنية والحماس، شباب بطال وطلبة و''حرافة'' غيروا وجهتهم وارتدوا الألوان الوطنية، همّهم الوحيد رفع راية بلدهم في الخارج ومناصرة فريقهم الوطني، وقد أهدى عمي علي رقصة خاصة بداخل المركز إلى ''الجزائر نيوز'' وحدها، معبرا عن فرحته بهذه الأعداد المتوافدة إلى المركز ليس للقيام برحلة إلى تونس، إنما لقطع أربعة آلاف كم من أجل الجزائر، قالها وعيناه ممتلئتان بالدموع· كما يتمنى الأعوان عدم وقوع الأنصار في فخ المصريين الذين سيحاولون نرفزتهم، فالغاية يجب أن تبقى نبيلة، وهذه هي رسالة الرياضة الجزائرية· نبض الشارع : أنصار التقتهم ''الجزائر نيوز'' طالب فيصل مدير وكالة سياحية فضّلت التنقل بنفسي مع المسافرين الذين نظمت رحلتهم للوقوف على راحتهم ومناصرة الفريق الوطني عن قرب، وسننتصر بإذن الله لنتفرغ للتحضير للسفر إلى جنوب إفريقيا الذي ستنظمه وكالتي مع محاولة تخفيض أسعار لتمكين عدد كبير من المناصرين الحضور إلى جانب الفريق الوطني· منصب مربعي طبيب، بطال جمعت المبلغ لحضور المقابلة المصيرية بين الجزائر ومصر، ولو لم يتوفر لي السفر إلى القاهرة عن طريق الوكالة السياحية، لقمت بذلك بمفردي، لأنها ''الخضرا'' التي ستلعب· ورغم ما قاله المصريين، فسنحاول الرد في الميدان وهذه هي صفة الجزائريين لا يؤمنون إلا بالأفعال· طوارف الأزهر عسكري متقاعد سأخوض هذه المغامرة ولا يهمني شيء، لا أفكر في أي خطر أو مكروه سيصيبنا في مصر، سأدافع عن وطني، عن الألوان الوطنية التي راح ضحيتها مليون ونصف المليون شهيد، دافعت عن هذا البلد وأنا في الخدمة ومستعد للدفاع عنها حاليا في سبيل ''الخضرا''· بلال زردازي طالب توقعاتي أننا سنفوز بثلاثية نظيفة، سأذهب إلى القاهرة بهذه العقلية، ولن تهمني الاستفزازات لأن المصريين لا يستطيعون الفوز علينا، سيحوّلون ذلك إلى محاولات لنرفزتنا والضغط علينا سواء في الميدان أو خارجه· زردازي مهدي مصرح جمركي منذ فوز الجزائر على مصر بالبليدة قررت السفر رفقة أخي، حيث تتبعنا الفريق الوطني في كل مكان وبلاد يتواجد به، ومستعد للذهاب مع ''الخضرا'' إلى نهاية العالم، وسنفوز لنثبت لهم أننا لسنا شعب كلام، نحن شعب أفعال والعنف ليس من سماتنا· عزوز سيف الدين طالب النتيجة التي أتوقعها هي الفوز بإثنين مقابل صفر، لديّ تفاؤل كبير، فكل الحظوظ معنا، تركنا العائلة وقررنا السفر والمغامرة من أجل الفوز، ولا بديل سوى الفوز، ومهما تكن الظروف سنصبر ونقاوم فوق الملعب وخارجه لأن الجزائر هي التي ستلعب· بوشامة الطاهر سائق قمت بنقل عدد كبير من الأنصار إلى تونس، والآن حان موعد سفري إلى القاهرة بسيارتي الخاصة، أتمنى أن نقهر المصريين ولا يهم التعب والمضايقات، المهم الفوز واكتساب قوة تحمّل لاجتياز هذا الامتحان الصعب، فنحن لا نلعب مع فريق بل مع شعب كامل· مصباحي حسان بطال نظمت رحلتي مع إحدى الوكالات، لكني تفاجأت بعدم ضمان التذكرة، فقررت السفر بمفردي، وسأتحصل على التذكرة بأي ثمن، أنا الابن الأصغر في إخوتي، تركت الوالدة والوالد في حالة قلق شديدة، لكن قلت لهم قبل المغادرة سنعود بالفوز إن شاء الله، فأطلقت والدتي زغاريدها ورائي وتمنت لي العودة بسلامة·