أبدى والي ولاية البليدة، حسين واضح، امتعاضه الشديد من بعض رؤساء المجالس البلدية بالولاية الذين لم يستعدوا بعد لموسم الفيضانات الذي بات وشيكا مع اقتراب حلول فصل الشتاء· المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي، وخلال اليوم التحسيسي الذي بادرت المديرية الولائية للحماية المدنية بتنظيمه حول مخطط تنظيم التدخلات والإسعافات، والذي احتضنه مقر ولاية البليدة، توعد الأميار ورؤساء الدوائر الذين حضروا اللقاء في حال وقوع أي ضحايا نتيجة الفيضانات، قائلا ''أحمّلكم مسؤولية وقوع أي خسائر بشرية أو مادية في حال استمرت الأوضاع على ما هي عليه الآن''، قاصدا حالة الأودية وقنوات الصرف الصحي ومجاري المياه التي لم تتم تنقيتها بعد بالرغم من تساقط أولى الأمطار الموسمية التي كشفت في العديد من البلديات عن عيوب ونقائص كثيرة أثارت استياء المواطنين من أصحاب المركبات والراجلين بعد أن تحوّلت الأرصفة والطرقات إلى برك مائية نتيجة الانسداد الحاصل في القنوات بالرغم من تعليمات مصالح الحماية المدنية المتكررة التي انطلقت منذ أواخر شهر ماي من الصائفة الماضية، والتي تقضي بالشروع في تنقية مجاري الأودية وحوافها وكل قنوات الصرف تحسبا لموسم تساقط الأمطار· من جهته، تحدث المقدم فاتح طوطاح، المدير الولائي للحماية المدنية بالبليدة، عن مخطط تنظيم التدخلات والإسعافات قائلا إن السلطات المحلية معنية بالدرجة الأولى بهذا المخطط، إلى جانب مختلف المصالح الولائية، ويتوجب عليها المساهمة في تحيينه وتفعيله بشكل يومي أي قبل حدوث الكارثة، وليس بعدها من أجل ضمان تدخل أنجع مع التركيز على العمل الوقائي· مدير الحماية المدنية، وفي معرض مداخلته، تطرق إلى أهم الأخطار التي تتهدد الولاية والتي تقدر ب 13 خطرا طبيعيا مركزا على موضوع اللقاء ''خطر الفيضانات''، حيث أن الوقت يتزامن -أضاف طوطاح- مع تدخل كل واحد على مستواه من مسؤولين أو مواطنين بالتدابير الوقائية المناسبة لتفادي هذا الخطر، مع العلم أن ولاية البليدة تتواجد بها عدة أودية كوادي بن شعبان ووادي الحراش ووادي سيدي الكبير· وعن استعدادات هذا الجهاز لمواجهة أي كارثة، قال المسؤول ذاته أن كل المعدات والوسائل البشرية والمادية مسخرة وعلى أبهة الاستعداد لأي طارئ كوسائل النقل الجماعية للأعوان والشاحنات وسيارات الإسعاف ومختلف المضخات الضرورية في مثل هذه الحالات والجرافات، كما قامت مصالح الحماية المدنية بتنظيم أسبوع تحسيسي يدخل في هذا الإطار لفائدة تلاميذ المدارس خاصة لفائدة السكان القاطنين بمحاذاة الأودية وفي المناطق التي شهدت فيضانات، ما لقي استحسانا كبيرا من طرف المواطنين· وعن الاستراتيجية الخاصة بمكافحة البناءات لا سيما الفوضوية منها، والتي تقام بمحاذاة الأودية وحتى داخلها على غرار حي دريوش ببلدية بوعرفة ووادي بن عاشور ببلدية أولاد يعيش الذي توجد بداخل مجراه منازل سكنية التي تمثل خطرا على العائلات المقيمة بها، وحتى على الآخرين أيضا، حيث تمثل حاجزا يشكل خطرا في حالة حدوث فيضانات، وهو ما دفع الوالي لإعطاء تعليمات صارمة من خلال هذا اللقاء لإزالة هذه السكنات في أقرب فرصة، وإن تطلب الأمر استعمال القوة العمومية، كما طالب الوالي من مختلف رؤساء الدوائر والبلديات وضع كل أجهزة التدخلات في حالة تأهب قصوى·