نظمت الجمعية الإفريقية بالقاهرة ندوة بمناسبة الذكرى ال 46 لعيد الاستقلال مساء أول أمس حضرها عدد من الباحثين والمهتمين والذين عايشوا الثورة التحريرية وفترة استقلال الجزائر من صحافيين ومثقفين إلى جانب طلبة جزائريين ومصريين. وحرص المتدخلون في الندوة التي حضرها أعضاء من السفارة الجزائرية " لمشاركة الشعب الجزائري فرحته ومشاعر الابتهاج بهذه الذكرى المجيدة واستحضار ذكريات" تجسد التضامن الجزائري المصري والعربي والإفريقي بصفة عامة من اجل نيل الاستقلال والحرية. وقد أعربت السيدة مريم روبين مديرة تحرير مجلة أكتوبر المصرية في تدخلها أثناء الندوة عن اعتزازها بأنها أول صحفية مصرية تحضر رفع العلم الوطني في سماء الجزائر في 5 جويلية 62 . وقالت أن ارتباطها بالجزائر بدأ مع بداية عملها كصحافية في جريدة "أخبار اليوم" أيام الثورة الجزائرية، حيث تابعت الخطوات الأولى لميلاد الحكومة الجزائرية إبان الثورة وتصرفاتها وقراراتها. وعادت السيدة مريم بكثير من الحنين في حديثها إلى سنة 1962 وظروف دخولها إلى الجزائر قبل الإعلان عن الاستقلال بأوراق مزورة كلاجئة جزائرية، حيث حضرت رفع الرايات الوطنية في سماء الجزائر. كما تطرقت إلى الاحتضان والحفاوة والكرم الذي لاقته من قبل الأسر الجزائرية. وشاطرها الرأي اللواء صلاح الدين خيري غنيم الذي قدم إلى الجزائر بعد الاستقلال مباشرة في إطار التعاون الجزائري المصري ومازال حتى الآن يزورها ويحضر كافة المؤتمرات حول الثورة الجزائرية. وأعرب في مداخلته عن إعجابه كعسكري بانضباط الثوار الجزائريين وبسالتهم وشجاعتهم وإيمانهم بالثورة. واستدل ببعض المعارك التي قادها الثوار الجزائريون كمعركة الجرف التي استطاع المجاهدون بأعداد قليلة وأسلحة خفيفة أن يهزموا الجيش الفرنسي بأعداده الكبيرة ودباباته وطائراته الحربية. كما تحدث عن الانضباط ووحدة الكلمة والصف التي تميز بها القادة السياسيون والعسكريون والتي أدت إلى النصر النهائي بعد ملايين من الشهداء منذ 1830. ومن جهته أشار الصحافي المصري محمد هيكل الذي عاد لتوه من الجزائر بعد حضوره الأيام المسرحية الوطنية. إلى أنها الزيارة الأولى إلى الجزائر رغم "ارتباطه بها عاطفيا منذ مدة " . وأعرب عن انبهاره بحفاوة الشعب الجزائري وكرمه وانجازاته التي محت الصورة الذهنية التي كانت لديه بعد العشرية السوداء التي مرت بها الجزائري. وقال" لقد كان المسرح الجزائري بطوابقه مليئا يوميا بالجمهور واغلبهم من الشباب مما ينبئ بمستقبل مضيء" للجزائر . وتأكد هذا الشعور كما قال ب"الرغبة في نهضة حقيقية التي لمستها أثناء اتصالي المباشر بالمواطنين من كل الفئات والأعمار وعند تجوالي بكل آمان في شوارع العاصمة وخاصة في حي القصبة العتيق" . ويذكر أن الجمعية الإفريقية أنشئت بالقاهرة باسم الرابطة الإفريقية 1956 ثم تحول اسمها إلى الجمعية الإفريقية 1972 للعمل في مجالات الثقافة والعلاقات الخارجية. وتضم الجمعية في عضويتها المهتمين والمشتغلين والباحثين في مجالات الدراسات الإفريقية والدبلوماسيين والكتاب والصحفيين والمعنيين بقضايا القارة. كما اختيرت الجمعية بمثابة اللجنة القومية لمنظمة الوحدة الأفريقية بالقاهرة قبل تحولها إلى الاتحاد الإفريقي.