أحصى المجلس الوطني لأساتذة التعليم الثانوي والتقني الموسع، توقيف قرابة 400 أستاذ منعتهم مصالح الأمن من الاعتصام، أمس، أمام مقر وزارة التربية الوطنية برويسو، بينما قدرت النقابة الوطنية لعمال التربية عددهم بأزيد من 200 أستاذ منخرط بها تم حجزهم لساعات بمراكز الأمن تحت طائلة الضرب والتعنيف، حسب المجلس. أحبطت قوات الأمن اعتصام الأساتذة أمام مقر ملحقة وزارة التربية الوطنية، برويسو، بفعل الإجراءات الأمنية المشددة، وحملة التفتيش التي باشرتها على نطاق واسع شملت حتى محطات القطار والميترو والترامواي الحافلات في الساعات الباكرة من نهار أمس، وضربت طوقا أمنية على كل الطرق والمنافذ المؤدية لمبنى الوزارة انتهت بتوقيف 400 أستاذ منخرط في نقابة "الكناباست" من أصل ألف أستاذ مسجل للمشاركة في هذا الاعتصام، تم تجريدهم من بطاقات الهوية واقتيادهم باستعمال حافلات إلى مراكز أمن مختلفة تم احتجازهم فيها لساعات على غرار بئر توتة، الشراقة، الحراش، بوليو، المنظر الجميل، القبة، العناصر والسمار... الخ، ليتم بعد ذلك إطلاق سراحهم، حسب تأكيد المجلس الذي ندد بأسلوب التعنيف والضرب الذي اعتمده أعوان الأمن عند حجزهم للأساتذة. من جهته، دعا المنسق الوطني للمجلس، نوار العربي، قبل أن يتم توقيفه، السلطات العليا في البلاد إلى التدخل لوضع حد للتجاوزات والاعتداءات المرتكبة في حق النقابيين وإعادة ادماج موظفي القطاع المسرحين من مناصب عملهم، وقال إن وزير التربية الوطنية، بابا احمد عبد اللطيف، مطالب بفتح مفاوضات جادة حول المطالب المرفوعة المذكورة في البيان المرفق بالاشعار بالإضراب المرفوع لها، واتهم وزارة التربية الوطنية بالتحايل على موظفي القطاع، الأمر الذي يدل على أن الوزارة لا تهتم بمصلحة التلاميذ، كما طالب المجلس بالتأسيس لمرحلة أخرى أساسها المصارحة والثقة المتبادلة بين الطرفين. من جهتها، ناشدت النقابة الوطنية لعمال التربية رئيس الجمهورية التدخل لوضع حد لتجاوزات وزير التربية الوطنية الذي لجأ إلى تسخير القوة العمومية لمنع الأساتذة من الاعتصام، واعتبرت ذلك في البيان الصادر عنها دليلا على عجز الوزير عن فتح باب الحوار، ما يدفعها إلى الإصرار على التمسك بمطالبها المرفوعة. موازاة مع ذلك، ندد الأساتذة الموقوفون الوافدون من مختلف الولايات بأسلوب التعنيف الذي لجأت إليه مصالح الأمن التي قامت بتفتيش كل من يقترب من ملحقة الوزارة والأماكن المحيطة، لاسيما وأن اعتصامهم كان سلميا أرادوا من خلاله التأكيد لوزير التربية التمسك بمطالبهم سواء المتعلقة منها بإدماج أستاذ التعليم الثانوي والتقني، إلغاء قرار توقيف وطرد عدد من الأساتذة على غرار أستاذ اللغة الإنجليزية، عايدي محمد، الذي فصل لأسباب مجهولة لم يكشف عنها المجلس التأديبي الذي أصدر قرار الفصل حسب تأكيده.