دعا رئيس الوزراء الليبي علي زيدان إلى "تضافر الحكومة والمؤتمر الوطني العام والشعب الليبي في مواجهة عناصر مصرة على أن تنحر الدولة قبل قيامها"، وذلك بعد يوم من اختطافه لساعات ثم الإفراج عنه. وقال زيدان في كلمة وجهها إلى الشعب الليبي الجمعة: "الاغتيالات التي تنفذ في بنغازي (شرقي ليبيا) رسالة واضحة على أن هناك من لا يريد قيام الدولة في ليبيا". وشهدت بنغازي - مهد الاحتجاجات التي أطاحت بنظام العقيد الراحل معمر القذافي - حوادث اغتيال لقيادات أمنية وعسكرية، على مدار الأشهر الماضية. واعتبر زيدان أن الظروف المحيطة لاختطافه تشير إلى وجود "قيادة خططت" لهذه العملية التي وقعت مساء الخميس. وفي ثاني تصريح بعد إطلاق سراحه، قال زيدان: "لا أعتقد أن أكثر من 100 سيارة مدججة بالأسلحة وتقفل منطقة الفنادق وتمنعها عن المارة دون أمر من قيادة. هذا الأمر محاولة انقلاب على الشرعية". وقال إن "هناك من يريد أن يحول ليبيا إلى صومال أو أفغانستان جديدة، يريد أن لا تكون هناك دولة قائمة"، موضحا أن "من لم يرتكب أي جرم من النظام السابق فله الحق أن يكون في مؤسسات الدولة". وروى رئيس الوزراء بعض تفاصيل عملية الاختطاف، وقال: "الخاطفون جاؤوا بأوراق مزورة قالوا إنها إذن من النائب العام" ودخلوا عنوة إلى الفندق "وروعوا الموظفين وأخذوا مني كل شيء". وأوضح أن الخاطفين أخذوا "عددا من الهواتف والوثائق المهمة وجهاز الكمبيوتر الشخصي ونقودي والبريد الذي أعمل عليه ليلا"، مضيفا: "وأحمل المسؤولية لهؤلاء في استعمال هذه الأوراق أو تزويرها". وتطرق زيدان إلى قضية أبو أنس الليبي بالقول إن الخاطفين"اتهموا الحكومة بأنها وراء" اختطافه، مؤكدا "نحن لا نعلم بهذا الأمر، ولكن ندين ونستنكر ونرفض الاعتداء على أي مواطن ليبي، ونرى أن محاكمة الليبيين يجب أن تتم في ليبيا ونحرص على ذلك". وكان يشير إلى اعتقال وحدات خاصة أميركية السبت في طرابلس أبو أنس الليبي القيادي المفترض في القاعدة، الذي تتهمه واشنطن بالضلوع في اعتداءات 1998 ضد سفارات أميركية في شرق إفريقيا. ونقل المشتبه به إلى سفينة حربية أميركية لاستجوابه. يشار إلى أن زيدان اتهم في أول تصريح له بعد الإفراج عنه "مجموعة سياسية" باختطافه لكنه لم يسمها، واكتفى بالتلميح إلى أن لهذه المجموعة نواب في المؤتمر الوطني العام "البرلمان".