اختطاف رئيس الوزراء زيدان يبرز خطر و قوة الميليشيات في ليبيا كشف اختطاف و احتجاز رئيس وزراء ليبيا لعدة ساعات يوم الخميس الماضي من طرف مجموعة مسلحة تسمي نفسها غرفة عمليات ثوار ليبيا عن هشاشة الوضع الأمني في البلاد التي تحمل بصدق صفة "الدولة الفاشلة" نظرا لغياب سلطات الأمن من جيش و شرطة، و هو ما دعا علي زيدان رئيس الوزراء المخطوف بعد الإفراج عنه إلى الشروع في تشكيله بسرعة. للحفاظ على المقومات الأساسية للدولة في البلاد.و نفى نوري أبو سهمين رئيس برلمان ليبيا أية علاقة له باختطاف رئيس الوزراء، لكنه قال أن هناك بلاغا ضد علي زيدان من أحد الناشطين الحقوقيين. و حمل نهار أمس لليبيا مزيدا من التدهور الأمني حيث انفجرت سيارة ملغومة أمام القنصلية السويدية بمدينة بنغازي في الشرق مما ألحق تلفا بواجهة المبنى والمنازل القريبة لكن لم ترد أنباء على الفور عن وقوع خسائر بشرية. وقالت وزارة الخارجية السويدية إن أيا من موظفيها لم يصب عقب انفجار السيارة الملغومة، وقالت المتحدثة باسم الوزارة اورسولا الين "لحقت تلف بالواجهة والنوافذ لكن لم يصب موظفون. لأن القنصلية تكون مغلوقة أيام الجمعة". ولم تعلن أي جهة المسؤولية عن التفجير الذي يجيء بعد أيام من غارة نفذتها القوات الامريكية الخاصة واعتقلت خلالها مشتبها به من قيادات تنظيم القاعدة بطرابلس في مطلع الأسبوع مما أغضب الاسلاميين المتشددين الذين دعوا إلى شن هجمات انتقامية، كما تعرضت السفارة الروسية في طرابلس لهجومات من مسلحين قبل أسبوع، و كانت البعثات الدبلوماسية في ليبيا هدفا لمجموعات المسلحين و بعضها تضم متشددين اسلاميين يرفضون التعامل مع القوى الغربية التي يصفونها بالمعادية، و رغم أنها ساعدتهم على الإطاحة بنظام العقيد القذافي قبل عامين و نصف. وكان ثوار سابقون قد خطفوا زيدان نهاية الأسبوع من الفندق الذي يقيم به في العاصمة طرابلس وقالوا إن الحكومة الليبية كانت على علم بالغارة الأمريكية مسبقا. و ربما تكون عملية خطف رئيس الوزراء تعبيرا منهم عن استهجان التعاون الليبي غير الرسمي مع الولاياتالمتحدةالأمريكية في عملية القبض على القيادي في تنظيم القاعدة أبو أنس الليبي. وأطلق الخاطفون سراح زيدان بعد خطفه بساعات دون أن يصب بأذى. وتجنب زيدان توجيه أي انتقاد لخاطفيه.فيما أكد رئيس المؤتمر الوطني الليبي العام نوري أبو سهمين، أنه لا علاقة له باحتجاز رئيس الوزراء علي زيدان، وذلك ردًا على الاتهامات التي وجهت له بالمسئولية عن الاختطاف بسبب دعم المؤتمر لغرفة عمليات ثوار ليبيا. وحذر أبو سهمين في مؤتمر صحفي بعد تحرير زيدان من، أن أي جهة تتجاوز التكليف الممنوح لها ستتحمل عواقب ذلك، في إشارة إلى غرفة عمليات ثوار ليبيا التي أعلنت مسئوليتها عن احتجاز زيدان. وقال أبو سهمين إن الثوار الحقيقيين لا يمكن أن يقبلوا بالاعتداء على شرعية الدولة. وطمأن الليبيين أنه "لا سبيل لإسقاط الحكومة إلا الطريق المنصوص عليه في الإعلان الدستوري"، كاشفًا أن إدارة مكافحة الجريمة لديها بلاغ من ناشط حقوقي ضد علي زيدان. ويتعرض رئيس الوزراء الليبي لضغوط من الاسلاميين ومن الليبيين لفشله في توفير الخدمات العامة للمواطنين بعد الاطاحة بالقذافي. وتعتمد الحكومة الليبية في مسعاها لفرض الأمن في البلاد على ميليشيات تضم الآلاف من الليبيين الذين حملوا السلاح في وجه القذافي لكن الجماعات المتنافسة تورطت كثيرا في تهديد الأمن. وينطبق الأمر على بنغازي تحديدا حيث قتل في المدينة السفير الأمريكي في ليبيا خلال هجوم شنه إسلاميون على البعثة الدبلوماسية الأمريكية قبل عام. وتتعرض المدينة التي يطالب الكثيرون فيها بالحكم الذاتي لسلسلة من الهجمات على بعثات وشركات أجنبية كما قتل ضباط في الجيش والشرطة في عمليات اغتيال. وأغلقت عدة دول قنصلياتها في بنغازي منذ مقتل السفير الأمريكي كريستوفر ستيفنس في 11 سبتمبر 2012.