قال الوزير الأول عبد المالك سلال في غرداية بأن المنطقة تتعرض لزعزعة الاستقرار، داعيا بوضوح إلى وقف التناحر بين المالكيين والإباضيين دون ذكرهما بالاسم، إذ قال "الجزائر في حاجة إلى الوحدة المقدسة وتماسك وتضامن كي تحقق تقدمها الاقتصادي والاجتماعي، إن كل الجزائريين يشهدون على التآخي والتسامح والتضامن والتعايش المذهبي في غرداية وتفتخر به أمام الجميع". أظهر الخطاب الذي جاء على لسان الوزير الأول أن السلطة في غاية الانزعاج من التناحر المذهبي بين الإباضيين والمالكيين في غرداية، والذي يتسبب بين الفينة والأخرى في معارك طويلة الأمد تنغص على الميزابيين حياتهم، حيث تحرق الأملاك ويُرفع الأمن والسلام على الأرواح والأجساد. سلال نزل إلى غرداية في شخص داعية حقيقي للسلام يعكس القلق الكبير على الصعيد الرسمي، في غرداية "إن الجزائر في حاجة إلى تماسك وتضامن مستديمين لمكونات المجتمع" في إشارة واضحة إلى الخلاف المذهبي والإثني بين الإباضيين والمالكيين من جهة، وبين قبائل الشعانبة والميزابيين من جهة أخرى". وقال سلال بوضوح "إن المنطقة عرفت محاولات زعزعة ولكن المخططات فشلت". واستعمل سلال في خطابه أمام المجتمع المدني في غرداية عبارات تبدو أنها منتقاة بعناية حتى يقتنع الحضور بدعوته للسلام بين مكونات المجتمع المزابي، إذ قال "إن الجزائر تفتخر بغرداية اليوم وغدا أمام الجميع لأنها جسدت الشخصية الجزائرية بأبعادها الثلاثة المتمثلة في الإسلام العروبة والأمازيغية"، مضيفا كل الجزائريين يشهدون للمنطقة بتجسيدها لأبعاد التسامح والتضامن والتعايش المذهبي، فأنتم تعيشون في تشابك وتناسق اجتماعي لا يمكن لأحد التشكيك فيه برغم محاولات الزعزعة". وزاد على هذا الكلام "حكومتنا والدولة مستعدة لمنح كافة امكانيات التطور، فالمشوار واحد وموحد وهدفنا الوحدة المقدسة لأن هدفنا يوجد ضمن البلدان المستهدفة "، مضيفا "غرداية مثال لسنا مستعدين على إهماله وعلينا التعاون لمواصلة التعاون فالرجال واقفون والإرادة واضحة"، مذكرا المجتمع المدني بغرداية "بمجهودات الدولة في محو آثار فيضانات 2008 فما وعدنا به حققناه والمطلوب اليوم تماسك وتضامن لمواصلة العمل بفرص جديدة للتطور. واعتبر سلال مجددا أن الجزائر "لم ترتق بعد إلى مستوى لعب دورها الحقيقي لأننا يجب أن نكون في الطليعة". ثم عرّج الوزير الأول على النقائص التي بدأت تظهر لحكومته مع تقدمها في العمل، إذ كشف أن البلد "بحاجة إلى تكوين إطارات في الغاز والكهرباء والبترول وبحاجة ماسة لمهندسين في القطاع الفلاحي لأن المشكلة ليست في عدد رؤوس البقر أو المزارع بل في كيفية التكفل بالمزارع وعصرنة الفلاحة".