مجموعة "عَبَثٌ مع الكَلِمات" للشاعرة والفنانة التشكيلية السورية، بسمة شيخو، الصادرة عن منشورات الهيئة العامة السورية للكتاب 2013، قدمت للساحة الشعرية السورية نكهة مميزة في القصيدة التي تعبر عن الذات المتألمة والمنفتحة على انكسارات الوطن، وإذ نتنقل في عناوين مجموعتها- عقد غيابك- ظلي- نحو القمر- حائط الأحزان- لن نتغير- سيزهر وطني- عبث مع الكلمات- عزف على العود- كان معي- لن أكون حيادية- كفى بكاء - خلف الشاشات... وغيرها نجد صوراً رسمتها الشاعرة لتقدم حياتها الحالمة بها فتكتب ذاتها وتكتب الوطن. في مقاربته النقدية للمجموعة، كتب الشاعرعمر شبانة: صوتها الشعريّ يأتي من عالم الأحلام بقدر ما يغرف من الذكريات الأليمة للمرأة والإنسان. تتنقل الشاعرة بين لغة شديدة الشفافية والعذوبة، ولغة صادمة وشديدة القسوة، ترتفع وتيرة الشعر حينا، وتحضر اللغة النثرية المباشرة في بعض الأحيان، لكنها في حالاتها كلها تستحضر عالمها الخاص، عالم الرسم بالكلمات وبالألوان، اتكاء على تجربة فنية تشكيلية تحضر فيها الحركة والصورة واللون على حدّ سواء. تجمع الشاعرة بسمة شيخو في نصوصها بين قصيدة النثر والنص المفتوح للسرد، وما يقارب الخاطرة الفنية الراقية، وتستدعي عوالم امرأة هي على الأغلب مخدوعة مخذولة، لكنها تقاوم وتنتقم أيضا، إن على المستوى الفردي/ الشخصي، أو على المستوى الجماعي، أو حتى على صعيد الهمّ الوطني والعام، فهي تستحضر هموم الأنثى، بقدر ما تُوقِفنا على أسباب الموت وهموم الوطن المتحوّل خرابا في الحرب. من مناخات المجموعة نختار: من خيوط انتظاركَ نسجتُ عِقداً زينته بالدقائقِ والثواني لفتته حولَ عنقي أنا التي أرتدي الأيام أثواباً أبدلها أجمّلها وأجمعها في خزانة العمر أنتقي أجملها وأرتدي عِقد انتظاركَ في مقهى الأمل أفرط عِقدي لتتدحرج مواعيدك ووعودك مصدرةً ألحاناً أرقص على أنغامها وحين أنتهي أعود لأحيكه من جديد.