أكدت مصادر أمنية وطبية مقتل ما لا يقل عن 23 شخصا بينهم الملحق الثقافي الإيراني وإصابة نحو 150 آخرين في تفجير مزدوج قرب السفارة الإيرانية جنوبي بيروت، في وقت يتصاعد فيه الاحتقان السياسي في لبنان جراء الأزمة القائمة في سوريا. وذكرت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية، أن المعلومات الأولية ترجح أن يكون الانفجار الأول ناجم عن انتحاري يسير على قدميه، والثاني عن انتحاري آخر يقود سيارة. ووفقا للوكالة، فإن المعلومات الأولية تشير إلى أن زنة المتفجرات التي استخدمت في الهجوم تبلغ مائة كيلوغرام. ووقع التفجير المزدوج في منطقة بئر حسن جنوبي بيروت، حيث تقع سفارات بينها السفارة الإيرانية، ومقار وسائل إعلامية لبنانية وأجنبية بينها تلفزيون المنار، وتعد المنطقة امتدادا لضاحية بيروت الجنوبية التي توصف بأنها معقل لحزب الله. وقال مراسل قناة إعلامية في بيروت إيهاب العقدي، إنه تم إجلاء عدد من المصابين إلى مستشفيات قريبة بينها المشفى الحكومي ومشفى الزهراء. ويأتي الهجوم بعد هجومين ضربا ضاحية بيروت الجنوبية في جويلية وأوت الماضيين، وأوقعا قتلى وجرحى. ويربط مراقبون هجوم اليوم - كما هي الهجمات السابقة في معقل حزب الله بالضاحية الجنوبية - بالأزمة السورية، وبانخراط الحزب فيها بشكل مباشر. ويواجه حزب الله اتهامات من أطراف لبنانية، وكذلك من المعارضة السورية، بنشر عدد كبير من عناصره في سوريا والقتال مع القوات النظامية السورية. وأقر الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بمشاركة مقاتلين من الحزب بالقتال الدائر في سوريا، ورفض مؤخرا دعوات لسحبهم، مؤكدا أنهم باقون في سوريا طالما اقتضت الضرورة ذلك. إلى جانب حزب الله، تتهم المعارضة السورية إيران بالمشاركة بدعم القوات النظامية السورية بالمقاتلين والعتاد. وقد سارع نظام الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنديد بالتفجير الذي سبقه قبل أسابيع تفجير أوقع أيضا عشرات القتلى والجرحى في مدينة طرابلس شمالي لبنان. وقالت مصادر أمنية لبنانية، إن التفجير ألحق ضررا بستة مبانٍ في مجمع السفارة الإيرانية المطوقة بجدار، بينما قال مدير مكتب الجزيرة في بيروت مازن إبراهيم، إن التفجير وقع بالقرب من سور السفارة. ونفت السفارة حدوث خسائر بشرية في صفوف العاملين فيها، لكن وكالة رويترز وقناة العالم ذكرتا في وقت لاحق اليوم أن الملحق الثقافي في السفارة إبراهيم أنصاري لقي حتفه في التفجير، في حين قال السفير الإيراني إنه مصاب بجراح خطيرة. وقال شهود عيان إن قوات من الجيش والأمن اللبنانيين انتشرت في المنطقة المستهدفة لتأمين موقع التفجير، مشيرا إلى تحذيرات سابقة من أن استمرار الأزمة في سوريا ستكون له تداعيات على أمن لبنان. وأضاف أن مجلس الدفاع الوطني يتأهب للانعقاد لدراسة تداعيات الهجوم. وبثت وسائل إعلام لبنانية بينها تلفزيون المنار صورا لجثث ملقاة في الشارع، وسيارات تحترق، ومبان مدمرة جزئيا جراء قوة التفجير. فيما نقلت وسائل إعلام أخرى عدم وجود أي معطيات حاسمة بشأن طبيعة التفجير في وقت تميل فيه أوساط لبنانية إلى تأكيد فرضية الهجوم الانتحاري المزدوج. وكان مصدر أمني لبناني عزا التفجير الذي هز اليوم منطقة الجناح الواقعة ضمن بئر حسن جنوبي بيروت إلى قصف بصاروخين، مشيرا إلى أن أحدهما سقط بالقرب من السفارة الإيرانية. لكن مصدرا أمنيا آخر أكد لاحقا أن التفجير نجم عن تفجير سيارة مفخخة أدى إلى حرائق في عدد من المباني فضلا عن السيارات المتوقفة.